القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
May 14, 2025 at 01:06 AM
*لَا تُصِفِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ لِزَوْجِهَا* تَحرِصُ الشَّرِيعَةُ الإِسْلَامِيَّةُ عَلَى غَلْقِ أَبْوَابِ الْفِتَنِ، وَحِفْظِ الْقُلُوبِ مِمَّا يُفْسِدُهَا أَوْ يُزَعْزِعُ طُمَأْنِينَتَهَا، خُصُوصًا فِي مِضْمَارِ الزَّوْجِيَّةِ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَبْقَى نَقِيًّا سَالِمًا مِنْ كُلِّ مُؤَثِّرٍ يُعَكِّرُ صَفْوَهُ. وَمِنْ جُمْلَةِ مَا جَاءَتْ بِهِ التَّوْجِيهَاتُ النَّبَوِيَّةُ فِي هَذَا السِّيَاقِ، مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا" (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ: ٤٩٤٢). فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْذِيرٌ وَاضِحٌ مِنْ صَنْعَةٍ قَدْ تَظُنُّهَا بَعْضُ النِّسَاءِ هَيِّنَةً، وَهِيَ فِي حَقِيقَتِهَا خَطَرٌ عَظِيمٌ عَلَى الْقَلْبِ وَالْعَلاقَةِ. فَوَصْفُ الْمَرْأَةِ لِصَفَاتِ امْرَأَةٍ أُخْرَى أَمَامَ زَوْجِهَا، قَدْ يُصَوِّرُ فِي نَفْسِهِ شَخْصَهَا، فَيَتَعَلَّقُ قَلْبُهُ بِهَا، وَتَنْفُذُ إِلَيْهِ الْفِتْنَةُ مِنْ مَجْرَى الْوَصْفِ، كَأَنَّهُ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنِهِ. وَلِذَا جَاءَ التَّشْبِيهُ النَّبَوِيُّ بَلِيغًا: "كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا"، فَكَأَنَّ الْوَصْفَ أَبْلَغَ فِي التَّأْثِيرِ مِثْلَ النَّظَرِ، وَهُوَ مَدْخَلٌ عَظِيمٌ مِنْ مَدَاخِلِ الشَّيْطَانِ. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْكَلَامَ قَدْ يَكُونُ عَلَى سَبِيلِ الإِعْجَابِ أَوِ الثَّنَاءِ، إِلَّا أَنَّ الشَّرْعَ يَنْظُرُ إِلَى مَآلَاتِ الأُمُورِ، وَيَضَعُ الْحَوَاجِزَ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ الْفِتْنَةُ، لِيَسْلَمَ الْقَلْبُ وَتَسْتَقِرَّ الزَّوْجِيَّةُ فِي مَوْضِعِهَا الْآمِنِ. فَمَا أَحْوَجَ الزَّوْجَةَ إِلَى التَّأَدُّبِ بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْ تَحْفَظَ لِزَوْجِهَا صَفَاءَ بَصِيرَتِهِ، وَطُمَأْنِينَةَ قَلْبِهِ، وَأَنْ تَكُونَ سَدًّا مَنيعًا دُونَ أَبْوَابِ الْفِتَنِ، لَا مِفْتَاحًا لَهَا.
👍 ❤️ 5

Comments