القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
May 14, 2025 at 11:12 AM
*الْفَراغُ الْعاطِفِيُّ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ* الْعاطِفَةُ هِيَ نَبْضُ الْحَياةِ الزَّوْجِيَّةِ، وَماؤُها وَهَواؤُها، وَهِيَ الْمَيْلُ الْحاني، وَالرِّقَّةُ الدّافِقَةُ، وَالشَّفَقَةُ النَّدِيَّةُ، وَالْحَنانُ الْمُتَرَفِّقُ. تُولَدُ في أَيّامِ الْعَقْدِ الْأُولى، فَتَتَفَتَّحُ عَلى شَوْقِها بَراعِمُ الْحُبِّ في بِدايَةِ الزَّواجِ، وَتُسْقى بِماءِ الْكَلِماتِ الطَّيِّبَةِ، وَتُدَثَّرُ بِهَدايا الْمَوَدَّةِ وَلَحَظاتِ الرَّحْمَةِ، وَيَتَجاوَبُ قَلْبُ الزَّوْجَةِ مَعَ لُطْفِ زَوْجِها، فَتَغْمُرُهُ بِدِفْءِ مَشاعِرِها، وَتُمْطِرُهُ بِفَيْضِ حُبِّها. لَكِنْ، ما إِنْ تَمْضيَ الْأَيّامُ، وَتَهْدَأَ تِلْكَ الْبِداياتُ، حَتّى يَبْدَأَ الْعَدُّ التَّنازُلِيُّ لِتِلْكَ الْعاطِفَةِ الْجَميلَةِ، فَيَتَسَلَّلَ إِلى قَلْبِ الزَّوْجَةِ فَراغٌ عاطِفِيٌّ قاتِلٌ، وَيَشْعُرَ الزَّوْجُ بِأَنَّ ثَمَّةَ شَيْئًا ثَمِينًا قَدْ فُقِدَ. عِنْدَها، قَدْ تَصْدُرَ مِنَ الْمَرْأَةِ تَصَرُّفاتٌ مُتَوَتِّرَةٌ، عَلى هَيْئَةِ نَكَدٍ أَوِ اسْتِفْزازٍ، لا لِشَيْءٍ، إِلّا لِتُشِيرَ -بِصُورَةٍ غَيْرِ مُباشِرَةٍ- إِلى ما تُعانِيهِ مِنْ جَفافٍ وِجْدانِيٍّ، وَرُبَّما لا تُدْرِكُ هِيَ نَفْسُها كُنْهَ ما يَنْقُصُها، فَتَخْتَلِقَ أَسْبابًا شَتّى، وَبَيْنا يَظُنُّ الزَّوْجُ أَنَّ تَغَيُّرًا في طَبْعِها قَدْ طَرَأَ، فَتَبْدَأَ شَرارَةُ الْخِلافاتِ. وَإِنْ بَقِيَ هٰذا الْفَراغُ الْعاطِفِيُّ بِلا سَدٍّ، تَفاقَمَتِ الْمُشْكِلاتُ، وَرُبَّما آلَ الْأَمْرُ إِلى ما لا تُحْمَدُ عُقْباهُ. غَيْرَ أَنَّ الْحَلَّ يَسيرٌ، بِقَدْرِ ما هُوَ عَظيمُ الْأَثَرِ: أَنْ يُبادِرَ الزَّوْجُ أَوَّلًا بِمَلْءِ هٰذا الْفَراغِ بِلُطْفِ حَديثِهِ، وَدِفْءِ مُعامَلَتِهِ، وَرِقَّةِ مَشاعِرِهِ، فَالْعاطِفَةُ إِذا سُقِيَتْ أَزْهَرَتْ، وَالْمَرْأَةُ بِطَبْعِها تَأْخُذُ لِتُعْطِيَ، وَمَتى أَحَسَّتْ بِالْأَمانِ الْعاطِفِيِّ، عادَتْ تُزْهِرُ مِنْ جَديدٍ. فيصل الحاشدي
👍 ❤️ 8

Comments