القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
May 18, 2025 at 06:33 AM
الصَّبْرُ سَيِّدُ الأَخْلاقِ الصَّبْرُ زَادُ الإِنْسانِ في دُرُوبِ الشَّدائِدِ، بِهِ يَصْبِرُ القَلْبُ وَيَتَحَمَّلُ المُصابَ بِحُسْنِ أَدَبٍ وَثَباتِ نَفْسٍ، فَلا تَهْتَزُّ الرُّوحُ وَلا يَنْحَرِفُ المَسِيرُ مَهْما اشْتَدَّتِ المِحَنُ. وَرَدَ ذِكْرُهُ في كِتابِ اللهِ في نَيْفٍ وَتِسْعينَ آيَةً، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّتِهِ، وَأَمَّا السُّنَّةُ فَحَدِّثْ وَلا حَرَجَ. وَقَدْ لاحَظْتُ في كُتُبِ الأَخْلاقِ أَنَّ الصَّبْرَ رُكْنٌ أَسَاسِيٌّ في كُلِّ خُلُقٍ فاضِلٍ، وَأَنَّ لِكُلِّ خُلُقٍ مِنَ الفَضائِلِ مَسَمَّيَاتٍ مُتَفَرِّعَةً مِنْ هذَا الأَصْلِ العَظِيمِ؛ فَإِنْ كانَ الصَّبْرُ عَنْ شَهْوَةٍ مُحَرَّمَةٍ سُمِّيَ عِفَّةً، وَإِنْ كانَ عَنْ فُضُولِ عِشْقٍ سُمِّيَ زُهْدًا، وَإِنْ كانَ عَنْ دَواعِي غَضَبٍ سُمِّيَ حِلْمًا، وَإِنْ كانَ صَبْرًا عَنْ دَواعِي الفِرارِ وَالهَرَبِ سُمِّيَ شَجَاعَةً، وَإِنْ كانَ عَنْ دَواعِي الاِنْتِقامِ سُمِّيَ عَفْوًا، وَإِنْ كانَ عَنْ الإِمْسَاكِ وَالبُخْلِ سُمِّيَ جُودًا. وَهكَذَا سَائِرُ الأَخْلاقِ، لِكُلِّ فِعْلٍ وَتَرْكٍ اِسْمٌ يَخْتَصُّ بِهِ بِحَسَبِ مُتَعَلِّقِهِ، وَالاِسْمُ الجَامِعُ لِكُلِّ ذلِكَ (الصَّبْرُ)، فَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ خُلُقٍ، مَا أَوْسَعَ مَعْنَاهُ، وَأَعْظَمَ حَقِيقَتَهُ! فَيا صاحِبِي، إِنْ رُمْتَ أَنْ تَكْسِبَ العُلَى ... وَتَرْقَى إِلَى العُلْيَا غَيْرَ مُزَاحِمِ. فَعَلَيْكَ بِحُسْنِ الصَّبْرِ في كُلِّ حالَةٍ ... فَما صابِرٌ فِيمَا يَرُومُ بِنادِمِ (جَواهِرُ الأَدَبِ ٧١١) فيصل الحاشدي
❤️ 👍 3

Comments