طرائف من الأدب العربي .
طرائف من الأدب العربي .
May 17, 2025 at 08:09 PM
😩 تغيّر الأصدقاء وتحول الإخوان 😩 ورد في الشعر العربي أبيات كثيرة عبّر فيها الشعراء عن تغيّر الإخوان وتبدل أحوال الأصدقاء متى ما تغيرت حال صاحبهم، فالناس يميلون مع أهوائهم بحثا عن المال وتلبية حاجاتهم المادية من أكل وشرب، وينصرفون ما تحولت حال صاحبهم وانقلبت دنياه من غنى إلى فقر ومن مكانة مرموقة ومنصب عالٍ إلى هوان وذل، كما عبروا عن الحالة الأخرى التي ينقلب الإنسان فيها على إخوانه إذا تبدل من فقر إلى غنى ومن ذل إلى عز. يقول القاسم بن سعيد القرشي معبرا عن الحالة الثانية: وصاحبٍ قد كنتُ أدعو له أن تُجعل الدنيا جميعا إليه حتى إذا صارت إلى حظّه منها، وصارت حاجتي في يديه زال عن الوعد وعن ودنا وأظهر الشحّ بما فيها لديه فما مضى بعد دعائي إليه يومان حتى صرتُ أدعو عليه. وفي الحالة الأولى يقول حمّاد عجرد: كم من أخٍ لك لست تنكره ما دُمتَ من دنياك في يسرِ متصنعٌ لك في مودته يلقاك في الترحيب والبشرِ فإذا عدا - والدهر ذو غَرٍ- دهرٌ عليك عدا مع الدهرِ ويقول إبراهيم الصولي مخاطبا ابن الزيّات وقد تغيّر عليه: وكنتَ أخي بإخاء الزمانِ فلمّا نبا صرت حربا عوانا وكنتُ أذمّ إليك الزمانَ فأصبحت فيك أذمّ الزمانا وكنتُ أعدّك للنائباتِ فأصبحت أطلب منك الأمانا ويقال إن السلطان قد غضب على ابن مقلة وأمر بقطع يده؛ لأنه زوّر كتابا إلى أعدائه، فعزله، فلم يأت أحد من أصدقائه لزيارته، ثم إن السلطان تبيّن له غير ذلك فرجع في حكمه وعفا عن ابن مقلة، وردّ إليه عمله، فقال ابن مقلة : تخالف الناس والزمانُ فحيث كان الزمان كانوا عادانيَ الدهر نصف يومٍ فانكشف الناس لي وبانوا يا أيها المعرضون عنّا عودوا فقد عاد لي الزمانُ ويقول أبو العتاهية: ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها فكيف ما انقلبت يوما به انقلبوا يعظمون أخا الدنيا وإن وثبت عليه يوما بما لا يشتهي وثبوا.
👍 1

Comments