طرائف من الأدب العربي .
طرائف من الأدب العربي .
May 31, 2025 at 10:33 AM
💔 زعمت فؤادك ملّها 💔 قال عروة بن عبدالله، أتاني أبو السائب المخزومي – وكان محبا للشعر راوية له متذوقا لجميله – فقلت له – بعد الترحيب به -: أ لك حاجة؟ قال: نعم، بلغني أنك تحفظ أبياتا لعروة بن أذنية، فأنشدني إياها. فأنشدته قول عروة بن أذنية: إنّ التي زعمت فؤادك ملّها خُلقت هواك كما خلقت هوىً لها فيك الذي زعمت بها، وكلاكما أبدى لصاحبه الصبابة كلها بيضاء باكرها النعيم فصاغها بلباقةٍ، فأدقّها وأجلّها وإذا وجدت لها وساوس سلوةٍ شفع الضمير إلى الفؤاد فسلّها لمّا عرضت مسلما لي حاجةٌ أخشى صعوبتها وأرجو حلها منعت تحيتها فقلت لصاحبي: ما كان أكثرها لنا وأقلّها فدنا وقال: لعلها معذورة من بعض رِقبتها، فقلت: لعلّها فلمّا بلغت قوله: فدنا وقال لعلها معذورة ... إلى آخر البيت، قام أبو السائب وطرب، وقال: هذا والله صادق العهد، وإني لأرجو أن يغفر الله له لحسن الظن بها وطلب العذر لها. قال عروة بن عبد الله: ثم عرضت على أبي السائب الطعام، فقال: لا والله، ما كنتُ لأخلط بهذه الأبيات شيئا، وخرج. وفي حكاية أخرى، قال مصعب بن عبدالله، أتاني أبو السائب المخزومي ليلة بعدما رقد السامر، فأشرفت عليه فقال: سهرتُ وذكرتُ أخا لي أستمتع به فلم أجد سواك، فلو مضينا إلى العقيق فتناشدنا الأشعار وتحدثنا، فمضينا، وأنشدته بيتين للعرجي من جملة أبيات: باتا بأنعم ليلةٍ حتى بدا صبح تلوح كالأغرّ الأشقرِ فتلازما عند الفراق صبابة أخذ الغريم بفضل ثوب المُعسر. فقال أبو السائب: أعد عليّ. فأعدتُ، فقال أحسن والله، ثم سكت ورجع إلى بيته حتى لا يخلط بهذا الشعر كلاما آخر يفسده في ذهنه.

Comments