
بصائر
May 29, 2025 at 06:08 PM
*↩️ فتح الودود في يأجوج ومأجوج ٢ ↪️*
• فللنسبة المكررة (٩٩٩ من ١٠٠٠) أو قل (٩٩.٩٪) معنيان مختلفان في كل مرة.
• فهي في المرة الأولى نسبة أهل النار من مجموع بني آدم، فتشمل هذه المرة جميع أهل النار من يأجوج ومأجوج وهذه الأمّة وسائر الأمم.
• وهي في المرة الثانية نسبة أهل النار من يأجوج ومأجوج فقط مقارنة بمجموع أهل النار منهم ومن هذه الأمة فقط.
• والنسبة غير المنصوص عليها في المرة الأولى لأهل الجنة (١ من ١٠٠٠) أو قل (٠.١٪) تشمل في هذه المرة المؤمنين من قوم يأجوج ومأجوج.
• وذات النسب العددية لا تشمل في المرة الثانية أهل الجنة ولا الأمم الأخرى غير يأجوج ومأجوج وهذه الأمّة.
• والنص على النسبة المقابلة (٠.١٪) في المرة الثانية لتأكيد أن معنى النسب العددية في هذه المرة مختلف عن معناها في المرة الأولى، فالنبي ﷺ أوتي جوامع الكلم.
• ولتأكيد أن النسب هذه المرة لا تشمل كل الأمم قال بعدها: (ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض).
• ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث أبى هريرة رضي الله عنه الذي فيه أن نسبة أهل النار من مجموع البشر ٩٩٪ (٩٩ من ١٠٠).
• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب كم أخرج؟ فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين، فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون، فماذا يبقى منا؟ قال: إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود)، صحيح البخاري (٦٥٢٩).
• فالنسبة هنا قد تكون تقريبيّة.
• يؤكده أنه قد ورد في رواية أن النسب في المرة الثانية؛ ألف من يأجوج ومأجوج وواحد من هذه الأمة.
• وقلة عدد الناس في هذه الأمة مقارنة بالأمم السابقة يؤكد ما توصلت إليه دراسات حديثة من طول عمر بني آدم [١].
*↙️ ٥. تآكل السد وانهدامه ↘️*
• يفهم من الآيات والأحاديث الثابتة أن السد يتآكل ثم ينهدم آخر الزمان بسبب لا نعلمه.
• قال الله تعالى: ﴿حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون﴾.
• وقال: ﴿فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً﴾.
• وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها قالت: (استيقظ النبي ﷺ من النوم محمراً وجهه يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث)، أخرجه البخاري (٧٠٥٩)، ومسلم (٢٨٨٠).
• وأما الحديث الذي فيه أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد فضعيف سنداً منكر متناً.
• وهو؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (إن يأجوج، ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غداً، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غداً، إن شاء الله تعالى، واستثنوا، فيعودون إليه، وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها الدم الذي اجفظ، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفاً في أقفائهم، فيقتلهم بها)، أخرجه ابن ماجه (٤٠٨٠) واللفظ له، والترمذي (٣١٥٣)، وأحمد (١٠٦٣٢) باختلاف يسير.
• مدار الحديث على قتادة عن أبي رافع، وقتادة مدلس لا يصح حديثه بدون تصريح بالسماع.
• قال المعلمي رحمه الله: (فلم يثبت تصريح قتادة في هذا بالسماع، فلم يصح الخبر عن أبي رافع) إلى قوله: (فلم يصح عن النبي ﷺ، ولا ندري ممن سمعه قتادة) [٢].
• وقد بين المعلمي أن ما ورد من تصريح قتادة بالسماع جهل من بعض طابعي سنن ابن ماجة وخطأ من ابن المذهب راوي المسند عن القطيعي عن عبدالله بن أحمد.
• وأما نكارة المتن فلما ورد فيه من أن السد يعود أشد ما كان، لمخالفته ما صح من أنه فتح بقدر قليل.
*↙️ ٦. عددهم آخر الزمان ↘️*
• لا إشكال في عددهم الكبير آخر الزمان الذي معه تجف بحيرة طبرية من شربهم.
• فأعداد البشر تتضاعف بمرور الزمن.
• وليس ثمة ما يمنع من أن تكون الساعة بعد آلاف السنين.
• وقد سمعت في وثائقية إنجليزية أن الصحراء تعود رياضاً كل عشرة آلاف سنة، وأن آخر مرة كانت كذلك قبل حوالي خمس إلى ست آلاف سنة.
• فإن لم يتغير نمط دورات المناخ القصيرة نسبياً بما لا نعلم، فقد تعود الصحراء رياضاً بعد حوالي أربع آلاف سنة.
• وقد قال النبي ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)، صحيح مسلم (١٥٧).
[١] عمر البشرية ( https://omernour.blogspot.com/#title4 ).
[٢] الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» - ضمن؛ آثار المعلمي (ج١٢/ص٢٥٨) - عبد الرحمن المعلمي اليماني (ت ١٣٨٦هـ) ( https://app.turath.io/book/339?page=299 ).
*↕️ يتبع ↕️*