بصائر
بصائر
June 3, 2025 at 06:00 AM
*↩️ الائتمام في تكبيرات العيدين ↪️* *🏷 لم أجد للسابقين قولاً بأن الائتمام في تكبيرات العيدين بدعة، وتكبير المجتمعين جهراً فرادى أو بصوت واحد بدون ائتمام فيه تشويش أظهر من منازعة الإمام القراءة.* • لم أجد نقلاً معتبراً عن السابقين للقول بأن الائتمام في تكبيرات العيدين بدعة. • ولعل أول من قال به التويجري رحمه الله في كتاب؛ إنكار التكبير الجماعي وغيره. • والقول بأن ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم ليس فيه متابعة مخالف للظاهر. • وكذا دعوى أن كلام الإمامين مالكاً والشافعي ليس مراداً به التكبير الجماعي. • وما نقله التويجري عن ابن الحاج رحمه الله ليس مراداً به أن تكبيرات العيدين جماعة بدعة. • فربما قصد ابن الحاج التكبير بصوت واحد بدون ائتمام، وذلك لأنه كان يتحدث عما يفعله المؤذنون في عهده. • فهو مالكي لا يخفى عليه قول مالك في المسألة. • قال ابن الحاج: (ثم إنهم يمشون على صوت واحد، وذلك بدعة، لأن المشروع إنما هو أن يكبر كل إنسان لنفسه، ولا يمشي على صوت غيره) [١]. • ولو أراد الائتمام لقال: (لا يتابع غيره) لا؛ (ولا يمشي على صوت غيره). • ومن يأتم بغيره يكبر لنفسه ولو وافق صوته صوت غيره. • قال ابن الحاج في تبليغ الجماعة عن الإمام: (هذا ما لم يتعمد أن يمشي على صوت غيره) [٢]. • والمبلغ عن الإمام مؤتم به. • وربما قصد النهي عن تعمد المؤتمين توحيد أصواتهم. • قال الرعيني: (فإذا سلم الإمام من صلاة الفرض في تلك الأيام كبر تكبيراً يسمع نفسه ومن يليه، وكبر الحاضرون بتكبيره، كل واحد يكبر لنفسه، لا يمشي على صوت غيره، على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه) [٣]. • الشاهد قوله: (وكبر الحاضرون بتكبيره). • وقول الإمام مالك رحمه الله: (تكبير الإمام والناس معه) هو في الائتمام لما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم، ولأن التوافق بدون ائتمام مثل منازعة الإمام القراءة، بل أشد. • والشريعة لا تفرق بين متماثلين. • فالائتمام هو معنى قول الإمام مالك: (الأمر عندنا أن التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات. وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه) [٤]. • فالإمام مالك يحتج بعمل أهل المدينة، وعملهم لن يخرج عن فعل الصحابة رضي الله عنهم لقرب العهد والمكان. • قالت أم عطية رضي الله عنها: (كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد، حتى نخرج البكر من خدرها، حتى نخرج الحيض، فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته) [٥]. • روى البخاري معلقاً: (وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً) [٦]. • وروى معلقاً أيضاً: (كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما) [٧]. • والباء للإلصاق أصالة، فلزم أن يكون ظاهر معناها في هذا السياق الائتمام والمتابعة. • وقول الإمام الشافعي رحمه الله: (جماعة وفرادى) وصف لحالين، فالتكبير فرادى عندما يكون الناس في أماكن متفرقة. • قال الإمام الشافعي رحمه الله: (فإذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق، والطرق، والمنازل، ومسافرين، ومقيمين في كل حال) [٨]. • التشويش في التكبير الجماعي بدون متابعةٍ أشد منه في منازعة الإمام القراءة في الصلاة، وكذا في الفردي جهراً للمجتمعين. • فالتشويش في القراءة يحدث للمأموم لعدم معرفته مواضع سكتات الإمام ونحوها. • وهو أشد في التكبير الجماعي بدون ائتمام بواحد لأنه جهري ولتنوع صيغ التكبير. • ما قرره ابن الحاج من أن السنة أن يُسمع المكبر نفسه ومن يليه قد يخالف ما صح من ارتجاج منى بالتكبير. • فيبدو أنه لا بأس بتوحيد الصوت والتغني بدون تكلف. •وليس لمقلد في مسألة الإنكار على باحثها. • ولم يكن السلف يسارعون في إنكار كل ما يظنونه بدعة [٩]. • فعندما رأى أبو موسى الأشعري بدعة في المسجد، لم ينكرها انتظاراً لقول ابن مسعود، رضي الله عنهما. • والاجتماع على ذكر فردي بدون اعتقاد استحباب الاجتماع من البدع المكروهة كراهة تحريم [٩]. • وإنكار البيّن منها واجب مع مراعاة درجات إنكار المنكر ومقاصده. • وأما المسائل الظنية في ذاتها أو بسبب ضعف علمٍ ووجود من يظن أنه أعلم، فلا ينبغي التعجل في إنكارها، وهكذا كان السلف. • فقد قال أبو موسى الأشعري لابن مسعود، رضي الله عنهما: (ما قلتُ لهم شيئاً، انتظار رأيك، وانتظار أمرك). • وكان أبو موسى الأشعرى رضي الله عنه قد رأى؛ (في المسجد قوماً حلقاً جلوساً، ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مئة، فيكبرون مئة، فيقول: هللوا مئة، فيهللون مئة، ويقول: سبحوا مئة، فيسبحون مئة). • فاشتد نكير ابن مسعود رضي الله عنه عليهم بمثل قوله: (والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة) [٩]. • والله تعالى أعلم. [١] المصادر في نسخة المدونة ( https://omernour.blogspot.com/2025/06/blog-post.html ).
❤️ 1

Comments