|{}|قُطُوفٌ مِن نُورٍ|{}|
|{}|قُطُوفٌ مِن نُورٍ|{}|
May 17, 2025 at 04:33 PM
أكثر من يفتتن بالخوارج: فبسبب شجاعتهم؛ فإنهم يقاتلون: إما أن يفنوا أو يفنوا، وبسبب انتصارهم لكل من تسلط عليه السلطان، ولا يفرقون بين مظلوم وغير مظلوم، كما فعل الأزارقة حينما كسروا سجن البصرة، فلحق بهم من كان فيه وبايعهم. وهم أشد الناس توهمًا لنصرة الدين والمظلوم، ولا يعزون دينًا، ولا ينصرون مظلومًا، وربما أضروا بالدين والمظلوم؛ قال عاصم بن أبي النجود في خارجي: «واللهِ! ما أَعَزَّ هذا مِن دِينٍ، ولا دفَعَ عن مظلومٍ!». وكذلك: يفتن الناس بثباتهم وتمسكهم برأيهم كما لو كان وحيًا؛ فلم يتزحزحوا وهم يقاتلون المهاجرين والأنصار، وليس في صفهم صحابي واحد، وحينما توعد أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أحدهم بالنار، رد عليه: «سَتَعْلَمُ أيُّنا أَوْلَى بها»!، وكما قال شبيب الخارجي: «مِن دِينِنا: قَتْلُ مَن كان على غيرِ رَأْيِنا؛ مِنَّا كان أو مِن غيرِنا»! حتى إنهم لا يحابون قريبًا ولا بعيدًا بفهمهم؛ حتى إن الأزرق والد نافع -وكان رجلا سنيًا- لما مات، لم يصل عليه نافع!. وثباتهم على باطلهم بسبب شدة ثقتهم في فهمهم لكتاب الله، وقد كانوا يرون أنفسهم أعلم بكتاب الله من علي بن أبي طالب! وهم لم يقصدوا معارضة القرآن، ولكنهم فهموه بالخطأ، فتعصبوا لفهمهم، وفي الخوارج من صلابة الرأي وضعف السياسة ما يستخدمهم به أهل الكتاب والرافضة على المسلمين، وهم لا يشعرون. ومن الصحابة: من يشفق على حالهم؛ لشدة تمسكهم بباطل يتوهمونه حقا؛ فقد دمعت عَيْنَا أبي أمامة لما رآهم قتلى؛ فسئل عن ذلك؟ فقال: «رَحْمةً لهم؛ لأنَّهم كانوا مِن أهلِ الإسلام». - المغربية؛ في شرح العقيدة القيروانية (صـ٢٢٠.٢١٩)

Comments