
#البعد_الاخر | TheOtherDimension#
May 19, 2025 at 02:50 AM
ضم غوتيريش، وأبو الغيط، ومحمود يوسف في بغداد..
الاجتماع الثلاثي،، السودان يكسب الرهــان..
تأكيد على سيادة السودان، واستقلاله، وسلامة أراضيه..
توافق على ارتكاز جهود معالجة الأزمة، على المرجعيات الدولية..
تشديد الخناق على رقاب الدول المُتدخِّلة في الشأن السوداني..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
كانت القمة العربية الرابعة والثلاثون التي اختتمت أعمالها السبت بالعاصمة العراقية بغداد فرصة كبيرة لإبراز قضية السودان ليس من خلال وضعها في جدول الأعمال وأجندة الاجتماع والتداول بشأنها فحسب، وإنما حظيت القضية بزخم سياسي وإعلامي كثيف ظهر بين ثنايا الاجتماع الثلاثي المشترك الذي ضم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، حيث اكتسب هذا الاجتماع الثلاثي أهميته لكونه الاجتماع الأول الذي يعقد منذ اندلاع الحرب في السودان على يدي ميليشيا الدعم السريع المتمردة بدعم وسند دولي وإقليمي في الخامس عشر من أبريل 2023م.
تعاون إقليمي ودولي:
الاجتماع الثلاثي الذي وصفه مراقبون للأوضاع في السودان، بالخطوة المهمة نحو تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لإيجاد حل سلمي وشامل للأزمة السودانية، تناول بالبحث والنقاش تطورات الحرب في السودان وتأثيراتها المباشرة على قضية السلم والأمن الإقليمي والدولي، حيث أمن الاجتماع على ضرورة توحيد الجهود الدولية من خلال تنسيق المواقف بين الكيانات الثلاثة لدعم السلام والاستقرار في السودان، من خلال العمل على وقف القتال والعنف، وتخفيف معاناة الشعب السوداني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤمنين على أهمية الالتزام بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، مع التأكيد على أهمية تجنب انهيار المؤسسات الوطنية السودانية.
مرجعية دولية:
مشاركة المسؤولين الثلاث لهذه المنظمات الدولية والإقليمية في منضدة واحدة، فتح الباب واسعاً أمام الاجتماع للتأكيد على أهمية أن تكون مرجعية الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة السودانية مرتكزة على الأطر الدولية، بالاستناد على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وإعلان جدة، وقرارات الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، مع أهمية وضع رؤية استراتيجية متكاملة ومقاربة لتتسق وتستجيب للأزمة في السودان، بالاعتماد على التكاملية والمزايا النسبية، مع التركيز على العمل الاستراتيجي المدعوم بالتعاون النشط، وتعزيز التنسيق متعدد الأطراف من خلال الترابط بين المؤسسات متعددة الأطراف، والحاجة إلى تشكيل تجمع أوسع يضم الدول الأعضاء والمؤسسات ذات الصلة، لضمان التنسيق والتكامل في الجهود المبذولة.
أهمية الاجتماع الثلاثي:
ويؤكد السفير نادر فتح العليم مندوب الاتحاد الأفريقي السابق لدى الجامعة العربية على أهمية الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين أنطونيو غوتيريش، ومحمود علي يوسف، وأحمد أبو الغيط، على هامش القمة العربية ببغداد، وقال في إفادته للكرامة إن الاجتماع نجح في تحديد مسار القضية السودانية إقليمياً ودولياً، باعتبار أن المنظمات الثلاث تُعدُّ حارساً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، ونوه السفير فتح العليم إلى أن الأمم المتحدة بوجود أمينها العام أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الخاص إلى السودان، رمضان العمامرة، قد أوضحت وجّهت نظرها قبل هذا الاجتماع الثلاثي من خلال بياناتها التي تناولت الحالة الإنسانية، وإدانتها للانتهاكات والجرائم الوحشية التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة واستهدافها للمدنيين والأعيان المدنية، وإشارتها بوضوح إلى دور بعض الدول في المحيط الإقليمي في تأجيج الحرب في السودان، وقال على الرغم من أن بيانات الأمم المتحدة لم تذكر الإمارات مباشرةً ولكن المقصد قد وصل إلى الجميع.
الموقف الأفريقي والعربي:
واستعرض السفير نادر فتح العليم مندوب الاتحاد الأفريقي السابق لدى الجامعة العربية موقفي الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية من أزمة الحرب في السودان، مبيناً أن ميثاق الجامعة العربية ينص في المادة الثامنة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء ومحاولة تغيير نظم الحكم فيها، منوهاً إلى أن الجامعة العربية لم تحرك شكوى السودان في أروقتها، لأن الميثاق مقيد بتوازنات الدول الأعضاء، وفيما يتعلق بموقف الاتحاد الأفريقي، قال السفير نادر فتح العليم إن المنظمة الأفريقية ظلت تنادي بمسار سياسي شامل من أجل إيجاد حل جذري للقضية السودانية دون التدخل في القضايا الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وعزا ذلك إلى نفوذ بعض الدول الأفريقية المجاورة للسودان داخل أروقة مجلس السلم والأمن، مبيناً أن القيادة الجديدة للاتحاد الأفريقي قد تعمل بشكل مختلف عن سابقتها بمحاولة إحداث اختراق مناسب يدين انتهاكات وجرائم ميليشيا الدعم السريع ويقف مع مؤسسات الدولة، وختم السفير نادر فتح العليم إفادته للكرامة بالإشارة إلى توقيت انعقاد الاجتماع الثلاثي الذي قال إنه يأتي في ظل افتقاد ميليشيا آل دقلو كل المبررات الأخلاقية في الحرب الدائرة في السودان، بفقدان شرعيتها كقوة تابعة للجيش، بعد أن تمردت على القوات المسلحة السودانية وأشعلت ثقاب الحرب وانتهكت القوانين الإنسانية والأعراف الدولية، مبيناً أن جرائم هذه الميليشيا على الأرض، تضع سمعة هذه المؤسسات الثلاث على المحك، الأمر الذي يتطلب منها استصدار قرارات موحدة تصنف الميليشيا جماعةً إرهابية، وتحجِّم خطرها الإقليمي والدولي، مع ضرورة التوافق على خارطة الطريق التي طرحها الفريق إبراهيم جابر في قمة بغداد العربية من أجل إنهاء الحرب في السودان.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر يبقى الاجتماع الثلاثي للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية خطوةً مهمة على طريق إيجاد معالجة جذرية للأزمة السودانية، وتكمن أهمية الاجتماع في تضييقه الخناق على رقاب الدول التي تتدخل في الشأن السوداني وفي مقدمتها الإمارات وتشاد وكينيا، وبالتالي فإن المنتظر من المنظمات الثلاث تقييم تطورات الأوضاع في السودان وتحديد الخطوات اللازمة لتعزيز كفاءة العمل المشترك بما يضمن إنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار، والتوجه نحو إعادة الإعمار، وإرساء دعائم التنمية والتطور والازدهار.
❤️
👍
2