‏كثير من الناس يظن أن العابد شديد العبادة كثير القيام والصيام والتلاوة والصدقة أفضل الناس، ‏وإذا مدحه مدحه مدحا عظيما، ‏وإذا جاء يتكلم عن شخص يقرأ ويطلب العلم أو يؤلف أو يدرس في مدة زمنية مساوية لعبادة ذلك العابد تراه لا يضفي عليه من المدح والثناء كما يفعل مع العابد، ‏فهو يتصور أن العابد ممدوح أكثر من طالب العلم، ‏وأن العبادة تحتاج إلى مجاهدة بينما طلب العلم سهل يسير تجلس وتقرأ، ‏والواقع أن طلب العلم إذا كان على السنة وكان بنية خالصة فهو أفضل من العبادة، ‏ومهما مدحت العابد الزاهد فإن طالب العلم خير منه، ‏والذي يقرأ ساعات طويلة في كتب نافعة يتفقه فيها ويتعلم الشرع ويطلب منها العلم خير ممن يتعبد بمثل هذا الوقت، ‏والذي يجمع بين طلب العلم والعبادة خير من الاثنين.