
الدكتور علي زين العابدين الحسيني
May 15, 2025 at 03:51 PM
هيبةُ الشعر باقيةٌ في القلوب لا ينبغي أن تُمس، ولا يليق أن يتناول حرمته إلا من استكمل عُدَّته، وتأهَّب بعتاده. ومن طال تأمُّله في دواوين الأوائل أدرك تلك الهيبة المضمَرة بين السطور. وقد كان شيخي السيّد الراوية "شاعر الرسالة" محمد عبد الرحيم التلاوي إذا أنشد بيتًا ألبسه من جلال حضوره ما يُعيد للشعر مهابته الأولى.
ولذلك لا أُسلّم بأنّ انفعالًا عابرًا من حزنٍ أو فرح يُبيح للمرء أن يكتب ما يظنه شعرًا، وهو لا يعدو أن يكون كلماتٍ مرصوصة في قوالب موزونة، لا روح فيها ولا امتداد؛ إذ الشعر أوسع من أن يُختزل في لحظة، وأجلّ من أن يُفرَّغ في بيتين لا يحملان غير الصدى.
ومن أراد أن يكتب الشعر فليتأمّل جلاله قبل أن يتجرأ على بابه؛ فإن لهذا الفنّ مهابته التي لا تحتمل الابتذال.