
الدكتور علي زين العابدين الحسيني
May 20, 2025 at 01:04 AM
كان عبد اللطيف الحديدي رجلًا ضريرًا، بصيرًا بقلبه، يرى بعين قلبه ما تعجز الأبصار عن بلوغه. كنت ألقاه كثيرًا في مكتبات المنصورة، يفتش عن الكتب النفيسة، ولفت نظري دومًا تلك العلاقة الشاعرية التي بينه وبينها؛ يحنو عليها كما تحنو الأم على أطفالها، ويحادثها كأنها كائن حي يسمعه ويحنّ إليه.
كان من كبار الأدباء والنقاد بالجامعة الأزهرية، وله مكتبة عامرة بأصول المطبوعات، تُعد كنزًا معرفيًا قلَّ نظيره، ولا أعلم ما آل إليه هذا الكنز بعده… لكن الذي أعلمه أن أثره في القلوب لا يزال حيًّا، وأن اسمه لا يُذكر إلا مقرونًا بالحب والإجلال!