من كريم الطباع، وأريحيّات النفوس الماجدة: ما يكون من الكبير في حقّ الصغير؛ إذ كان أستاذي الأكبر #محمد_رجب_البيومي لا يألو جهدًا في الثناء على ذوي الفضل من تلاميذه، يذكرهم بالخير، ويُشيد بنتاجهم، ويُبرز مواطن تميزهم في غير تكلّف. وأحسب أنه قد ورث هذا الخلق الرفيع عن أستاذه العَلَم، راوية الشعر العربي، العلّامة أحمد شفيع السيّد؛ فقد رآه -كما أخبرني- غير مرة يمدح تلاميذه النابهين بقصائد مشرقة، مشجّعًا مباركًا. وهذه خصلة تُثير العجب من كليهما؛ إذ الغالب أن التلاميذ هم من يرفعون أيدي الوفاء إلى أساتذتهم مادحين شاكرين، ولكنّ الفضل هنا يسير في عكس المألوف، وهو تيار من نُبلٍ خالص، لا يعرفه إلا الكبار بحق!