الدكتور علي زين العابدين الحسيني
الدكتور علي زين العابدين الحسيني
June 6, 2025 at 08:16 AM
صديقي الغائب الحاضر، كلما أقبل العيدُ بعثتُ إليك بقلمي تهنئةً روحية، لا تسبقها رغبةٌ في انتظار، ولا يُثنيها جفاء؛ فإن رأيتَ رسالتي ولم يُسعفك وقتُك بالرد، فلا عليك، فما بيننا من أيام ودٍّ أثبت من كلّ تغافل، وما عشناه من مودة وعِشرةٍ أرسخ من أن تُزعزعه مواسم الانشغال أو أوقات الجفاء. صديقي، سأظل أسبقك بالمعايدة، لا لأنني أحرصُ منك، وإنما لأنك في خاطري دائمًا، ولأنني أرى أن البقاء في زمرة الموفين بالحبّ، أولى من أن أكون في قائمة المنتظرين لمبادرات المهنئين. وإن كنتَ ترى أن هيبتك لا تسمح لك أن تبدأ بالتهنئة، فاعلم أن محبتك في قلبي أوسع من كل رسمٍ واعتبار، وأنا أقدّرك كما أنتَ، وأبعث إليك كما كنتُ دائمًا. سأظل أراك بعين القلب، لا بعين العقل والرد، وأحسبك من أولئك الذين يُحبّون في صمت، ويودّون في الخفاء، ويُعذرون عند الغياب، ويُشكرون وإن لم يتكلّموا. فكل عيد وأنت بخير، وكل عام وأنتَ في القلب، وإن بَعُدت، وكل عيد وأنت من أهل الوفاء، وإن سكتَّ. حتى وإن طال الصمت… لا بأس!

Comments