الدكتور علي زين العابدين الحسيني
الدكتور علي زين العابدين الحسيني
June 9, 2025 at 01:48 PM
ألا تحوجهما إلى التعب! من المعاني اللطيفة في برّ الوالدين التي تعلمتُها من شيخنا الولي الصالح عبد العزيز الشهاوي: ألا تحوجهما إلى التعب، وهي كلمةٌ وجيزة، لكنها تفتح أبوابًا واسعة من الفهم والرعاية، ويندرج تحتها صنوف من البرّ لا تُعد ولا تُحصى. فما أجمل هذه الكلمة، وما أوسع ما تندرج تحته من المعاني! لا يقف برّ الوالدين عند حدود المعروف الظاهر من الطاعة وحسن الخطاب، وإنّما يمتد إلى دقائق السلوك ولطائف المعاملة، ومن أرقى هذه الدقائق: ألا تحوجهما إلى التعب. وهذه الكلمة، وإن كانت موجزة، إلا أنها منثورة المعاني، منها: • ألا تحوجهما إلى السؤال، فتبادر بالحاجة قبل أن ينطقا بها. • ألا تحوجهما إلى التبرير، فتتفهم موقفهما وتوسع لهما صدرك قبل أن يعتذرا أو يوضحا. • ألا تحوجهما إلى الانتظار، فتسابق الزمن في خدمتهم والقيام بشأنهم. • ألا تحوجهما إلى رفع الصوت أو تكرار الطلب، فتكون لك أذنٌ واعية، وقلبٌ حاضر. • ألا تحوجهما إلى الحياء، فتستر ضعفهما، وتجمّل تقصيرهما، وتُغنيهما عن الشعور بالثقل. • ألا تحوجهما إلى المساعدة من غيرك، فتكون لهما كفايةً وسندًا وملجأ. • ألا تحوجهما إلى التذكير بمقامهما، فكل تصرفاتك تشهد أنك لم تنسَ من هما. وقد قيل: إنّ البر الحقيقي هو أن تغنيهما عن الإحساس بأنك تبرّ بهما، وأن تجعل خدمتهما كأنها نعمة منهما لا منة منك. رضي الله عن سيدنا الشيخ شيخ السادة الشافعية بالأزهرالشريف والديار المصرية عبد العزيز الشهاوي، فللكلمة التي يطلقها الصادقون رائحة البركة، وإن بدت يسيرة المبنى!

Comments