الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
June 5, 2025 at 11:41 AM
⚠️ منشور ثمين = في بيان بطلان قصد قبور الصالحين للتبرك والعبادة وطلب الحاجات 🖋️ قال ابن حزم : كل شرِيعة لَم يَأت بها القرآن، ولا السُّنة فهي باطِل. [المُحلَّى بالآثار - ١٢/٢] ⬇️ عدة نصوص من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية مدعّمة بالأدلة من الكتاب والسنة النبوية يتضمن المنشور فائدة عظيمة : [ هي أن اللهَ ﷻ أَمَر في القرآن بعِمارة المساجد، ولَم يَذكر المشاهِد والقِباب، وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام في الأحادبث الصحيحة ذَكر فَضل عِمارة المساجد ولم يذكر المشاهِد والقِباب ] قال تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار (٣٧) }[سُورَةُ النُّورِ: ٣٦-٣٧] 🖋️ قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( مَن مشى في ظُلْمةِ الليلِ إلى المساجد لَقِيَ اللهَ عز وجل بنورٍ يومَ القيامةِ.)) [صحيح الترغيب والترهيب، ٢٩٩/١] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن المشاهِد ليست بيوت الله إنما هي بيوت الشرك ولهذا ليس في القرآن آية فيها مدح المَشاهِد ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك حديث. [مجموع الفتاوى، ٥٠٠/١٧-٤٩٩] ________________ 🖋️ قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُم الله في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ : الإمامُ العادِلُ، وشابٌّ نَشَأ في عبادَةِ الله، ورجلٌ قلْبُه مُعلَّقٌ في المساجِـــــــــد )) الحديث [صحيح الترغيب والترهيب، ١٥٩/٣] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولم يخص اللهُ بقعة تُفعل الصلاة فيها إلا المساجــــــــــد : لا مقبرةً ولا مَشهداً ولا مغارةً ولا مَقام نبي ولا غير ذلك، ولا خَصّ بقعة غير المساجد بالذكر والدعاء إلا مشاعِــــــــــر الحج : لا قبر نبي ولا صالح ولا مغارة ولا غير ذلك، ولا يقبل على وجه الأرض شيء عبادة لله إلا الحجر الأسود ولا يتمسح إلا به وبالركن اليماني، ولا يستلم الركنان الشاميان وهما من البيت فكيف غيرهما؟ .. والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر بالعبادة في المساجد وذكر فضل الصلاة في الجماعة ورغب في ذلك، ولم يأمر قط بقصد مكان لأجل نبي ولا صالح، بل نهى عن اتخاذها مساجد، فلا يجوز أن تقصد للصلاة فيها والدعاء وهذا كله لتحقيق التوحيد وإخلاص الدين لله، فقد «قال بعض الناس يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أو بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}» [سورة البقرة: 168] وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد»، وفي الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟ حتى يطلع الفجر» ، فالرسل صلوات الله عليهم وسلامه أمروا الناس بعبادة الله وحده لا شريك له وسؤاله ودعائه، ونهوا أن يدعى أحد من دون الله تعالى. وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أحب البقاع إلى الله تعالى المساجد وأبغضها إلى الله تعالى الأسواق» يعني البقاع التي كانت تكون في مدينته ونحوها، ولم يكن بالمدينة لا حانة ولا كنيسة ولا موضع شرك وهذه المواضع شر من الأسواق. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «شرار الناس الذين تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد» هذا إذا بُني المسجد المسمى مشهدا على قبر صحيح، فكيف وكثير من هذه المشاهد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين من الصحابة والقرابة وغيرهم كذب؟ وكثير منها مختلف فيه لا يتوثق فيه بنقل ينقل في ذلك مما يوجد بالشام والعراق وخراسان وغير ذلك، والسبب في خفائها وكثرة الخلاف فيها أن الله حفظ الدين الذي بعث به رسوله بقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [سورة الحجر: 9] ، واتخاذ هذه معابد ليس من الدين، فلهذا لم يحفظ هذه المقامات والمشاهد، بل مبني أمرهم على الجهل والضلال، وإنما يستند أهلها إلى منامات تكون من الشياطين أو إلى (أخبار إما) مكذوبة، وإما منقولة عمن ليس قوله حجة. [منهاج السنة النبوية، ٤٥١/٢-٤٤٨] ________________ 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والله أَمَر في كِتابه بعمارة المساجد، ولَم يَذكر المشاهِد. فالرافضة بدلوا دين الله فعمروا المشاهد، وعطلوا المساجد، مضاهاة للمشركين، ومخالفة للمؤمنين. قال تعالى { قُلۡ أَمَرَ رَبِّی بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِیمُوا۟ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِـــــــد } ولم يقل: عند كل مشهد. وقال : { مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِینَ أَن یَعۡمُرُوا۟ مَسَاجِــــــــدَ ٱللَّهِ شَـٰهِدِینَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ وَفِی ٱلنَّارِ هُمۡ خَـٰلِدُونَ (١٧) إِنَّمَا یَعۡمُرُ مَسَاجـــــــدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ یَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَن یَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِینَ (١٨) } ولم يقل: إنّما يعمر مشاهد الله، بل عمار المشاهد يخشون بها غير الله ويرجون غير الله. وقال : { وَأَنَّ ٱلۡمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُوا۟ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدا } ولم يقل: وأن المشاهد لله. وقال تعالى : {ومَسَاجِد يُذكَر فِيها اِسمُ اللهِ كَثيرا} ولم يقل: ومشاهد. وقال : { فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ (٣٦) رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِیهِمۡ تِجَـٰرَةࣱ وَلَا بَیۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِیتَاۤءِ ٱلزَّكَوٰة } وأيضا فقد عُلم بالنقل المتواتر، بل علم بالاضطرار من دين الإسلام، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرع لأمته عمارة المساجد بالصلوات، والاجتماع للصلوات الخمس ولصلاة الجمعة والعيدين وغير ذلك، وأنه لم يشرع لأمته أن يبنوا على قبر نبي ولا رجل صالح لا من أهل البيت ولا غيرهم، لا مسجدا ولا مشهدا. ولم يكن على عهده - صلى الله عليه وسلم - في الإسلام مشهد مبني على قبر، وكذلك على عهد خلفائه الراشدين وأصحابه الثلاثة وعلي بن أبي طالب ومعاوية، لم يكن على عهدهم مشهد مبني لا على قبر نبي ولا غيره، لا على قبر إبراهيم الخليل ولا على غيره، .. فإنْ قِيل: ما وصفت به الرافضة من الغلو والشرك والبدع موجود كثير منه في كثير من المنتسبين إلى السنة، فإن في كثير منهم غلوا في مشايخهم وإشراكا بهم وابتداعا لعبادات غير مشروعة، وكثير منهم يقصد قبر من يحسن الظن به: إما ليسأله حاجاته وإما ليسأل الله به حاجة، وإما لظنه أن الدعاء عند قبره أجوب منه في المساجد. ومنهم من يفضل زيارة قبور شيوخهم على الحج، ومنهم من يجد عند قبر من يعظمه من الرقة والخشوع ما لا يجده في المساجد والبيوت، وغير ذلك مما يوجد في الشيعة. ويروون أحاديث مكذوبة من جنس أكاذيب الرافضة .. قيل: هذا كله مما نهى الله عنه ورسوله، وكل ما نهى الله عنه ورسوله فهو مذموم منهي عنه، سواء كان فاعله منتسبا إلى السنة أو إلى التشيع، ولكن الأمور المذمومة المخالفة للكتاب والسنة في هذا وغيره هي في الرافضة أكثر منها في أهل السنة، فما يوجد في أهل السنة من الشر ففي الرافضة أكثر منه، وما يوجد في الرافضة من الخير ففي أهل السنة أكثر منه. [منهاج السنة النبوية، ٤٨٣/١-٤٧٨] ________________ 🖋️ قال الرسول عليه الصلاة والسلام : «خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق». [صحيح الجامع - ٦٢٠/١] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأوّل مَن وَضع هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور هم أهل البدع - من الرافضة وغيرهم - الذين يعطّلون المساجد ويعظمون المشاهد: التي يشرك فيها ويكذب فيها " ويبتدع فيها دين لم ينزل الله به سلطانا ، فإن الكتاب والسنة إنما فيه ذكر المساجد دون المشاهد كما قال تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين} وقال: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وقال {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة} وقال تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} وقال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: {إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك} . [مجموع الفتاوى، ٢٢٥/٢٧-٢٢٤] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وإنّما عظمت هذه البدع من أهل الأهواء الذين عطلوا المساجد عن الجمعات والجماعات، وابتدعوا الإشراك الذي يفعلونه عند المشاهد، حتى صنفوا كتبا فيها مناسك حج المشاهد. والله تعالى في كتابه إنما أمرنا بالعبادة في المساجد لا في المشاهد، فقال تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، ولم يقل: مشاهد الله، وقال تعالى: (وأنتم عاكفون في المساجد)، ولم يقل: في المشاهد، وقال تعالى: (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد)، ولم يقل: كل مشهد، وقال تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله) إلى قوله: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله)، ولم يقل: يعمر مشاهد الله، وقال تعالى: (أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا (18))، ولم يقل: وأن المشاهد لله. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "صلاة الرجل في المسجد تفضل على صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين درجة. وذلك أن الرجل إذا تطهر في بيته فأحسن الطهور، ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة فيه، كانت خطوتاه إحداهما ترفع درجة والأخرى تحط خطيئة، فإذا جلس فإنه في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، والملائكة تصفي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صفى فيه: "اللهم اغفر له، اللهم ارحمه " ما لم يحدث أو يخرج من المسجد". [جامع المسائل - ١٧٠-١٧٩/ ٤] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء، ولهذا: كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء، وأعظمهم شركا، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم، ولا أبعد عن التوحيد منهم، حتى إنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها عن الجماعات والجمعات، ويعمرون المشاهد التي على القبور، التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها، والله سبحانه في كتابه إنما أمر بعمارة المساجد لا المشاهد، فقال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} ولم يقل: مشاهد الله. وقال تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} ولم يقل: عند كل مشهد. وقال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر} [التوبة: 17] إلى قوله: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} ولم يقل: مشاهد الله. بل المشاهد إنما يعمرها من يخشى غير الله ويرجو غير الله لا يعمرها إلا من فيه نوع من الشرك. وقال الله تعالى: {ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرا}، وقال تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال - رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار - ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب}، وقال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} ولم يقل: وأن المشاهد لله. وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة كقوله في الحديث الصحيح: «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة» ولم يقل: مشهدا. وقال أيضا في الحديث: «صلاة الرجل في المسجد تفضل عن صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين صلاة» وقال في الحديث الصحيح: «من تطهر في بيته فأحسن الطهور، ثم خرج إلى المسجد لا تنهزه إلا الصلاة، كانت خطواته إحداهما ترفع درجة والأخرى تحط خطيئة. فإذا جلس ينتظر الصلاة فالعبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث». وهذا مما علم بالتواتر والضرورة من دين الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه أمر بعمارة المساجد والصلاة فيها، ولم يأمر ببناء مشهد، لا على قبر نبي، ولا غير قبر نبي ولا على مقام نبي، ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم في بلاد الإسلام، لا الحجاز ولا الشام ولا اليمن ولا العراق ولا خراسان ولا مصر ولا المغرب مسجد مبني على قبر، ولا مشهد يقصد للزيارة أصلا، ولم يكن أحد من السلف يأتي إلى قبر نبي أو غير نبي لأجل الدعاء عنده، ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عند قبر غيره من الأنبياء، وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه. واتفق الأئمة على أنه إذا دعا بمسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يستقبل قبره، وتنازعوا عند السلام عليه فقال مالك وأحمد وغيرهما: يستقبل قبره ويسلم عليه وهو الذي ذكره أصحاب الشافعي، وأظنه منصوصا عنه. وقال أبو حنيفة: بل يستقبل القبلة ويسلم عليه، هكذا في كتب أصحابه. [اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، ٢٨٤/٢-٢٨١] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( الشيعة الرافضة ) يُعطِّلون المساجِد التي أمر الله أن تُرفع وَيذكر فيها اسمه، فلا يصلون فيها جمعة ولا جماعة، وليس لها عندهم كبير حرمة، وإن صلوا فيها صلوا فيها وحدانا، ويعظمون المشاهد المبنية على القبور فيعكفون عليها مشابهة للمشركين، ويحجون إليها كما يحج الحاج إلى البيت العتيق، ومنهم من يجعل الحج إليها أعظم من الحج إلى الكعبة، بل يسبون من لا يستغني بالحج إليها عن الحج الذي فرضه الله على عباده، ومن لا يستغني بها عن الجمعة والجماعة. وهذا من جنس دين النصارى والمشركين الذين يفضلون عبادة الأوثان على عبادة الرحمن. وقد ثبت في الصحاح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». وقال قبل أن يموت بِخَمسٍ : «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك» .. وقال: «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد» . وقال " «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ". رواه مالك في الموطأ وقد صنف شيخهم ابن النعمان، المعروف عندهم بالمفيد -وهو شيخ الموسوي والطوسي- كتابا سماه: " مناسك المشاهد " جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج [الكعبة] (2) البيت الحرام الذي جعله الله قياما للناس، وهو أول بيت وضع للناس فلا يطاف إلا به، ولا يصلى إلا إليه ولم يأمر الله إلا بحجه وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر بما ذكروه من أمر المشاهد، ولا شرع لأمته مناسك عند قبور الأنبياء والصالحين، بل هذا من دين المشركين الذين قال الله فيهم: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا} [سورة نوح: 23] قال ابن عباس وغيره : هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح لما ماتوا عكفوا على قبورهم، فطال عليهم الأمد، فصوروا تماثيلهم ثم عبدوهم. وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنه قال: " لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها» وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته» ، فقَرن بين طمس التماثيل وتسوية القبور المشرفة؛ لأن كليهما ذريعة إلى الشرك ، كما في الصحيحين أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا للنبي - صلى الله عليه وسلم - كنيسة رأينها بأرض الحبشة. وذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فقال: " إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة، [منهاج السنة النبوية، ٤٧٨/١-٤٧٤] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والله -تعالى- لَم يَذكر في كتابه المشاهِد بل ذَكر المساجد وأنّها خالِصة له، قال تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين}، وقال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون (١٧) إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}، وقال تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله}. [الاستغاثة في الرد على البكري | ٣١٠-٣٠٩] فالبناء على القبور والتبرك بها ليس من دين المسلمين : 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومما يبين ذلك أن الله لم يذكر " المشاهد " ولا أمر بالصلاة فيها وإنما أمر بالمساجد فقال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} ولم يقل: مشاهد الله؛ بل قد {أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه ولا تمثالا إلا طمسه} ونهى عن اتخاذ القبور مساجد ولعن من فعل ذلك فهذا أمر بتخريب المشاهد لا بعمارتها سواء أريد به العمارة الصورية أو المعنوية. وقال تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} ولم يقل في المشاهد وقال تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} ولم يقل عند كل مشهد. وقال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله} ولم يقل مشاهد الله؛ إذ عمار المشاهد هم مشركون أو متشبهون بالمشركين. إلى قوله: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله} .. وقال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} ولم يقل وأن المشاهد لله بل أهل المشاهد يدعون مع الله غيره. ولهذا لما لم يكن بناء المساجد على القبور التي تسمى " المشاهد " وتعظيمها من دين المسلمين؛ بل من دين المشركين؛ لم يحفظ ذلك فإن الله ضمن لنا: أن يحفظ الذكر الذي أنزله كما قال: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. [مجموع الفتاوى، ١٦٩/٢٧-١٦٨] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والله إنما أمر في كتابه وسنة رسوله بالعبادة في المساجد والعبادة فيها هي عمارتها. قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} ولم يقل مشاهد الله. وقال تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين} ولم يقل عند كل مشهد فإن أهل المشاهد ليس فيهم إخلاص الدين لله بل فيهم نوع من الشرك وقال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون} {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة} الآيات. وفي الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان. ثم قرأ هذه الآية} فإن المراد بعمارتها عمارتها بالعبادة فيها كالصلاة والاعتكاف يقال مدينة عامرة إذا كانت مسكونة ومدينة خراب إذا لم يكن فيها ساكن ومنه قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} وأما نفس بناء المساجد فيجوز أن يبنيها البر والفاجر والمسلم والكافر وذلك يسمى بناء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة} فبين الله تعالى أن المشركين ما كان لهم عمارة مساجد الله مع شهادتهم على أنفسهم بالكفر وبين أنما يعمرها من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله، وهذه صفة أهل التوحيد وإخلاص الدين لله الذين لا يخشون إلا الله ولا يرجون سواه ولا يستعينون إلا به ولا يدعون إلا إياه وعمار المشاهد يخافون غير الله ويرجون غيره ويدعون غيره. وهو سبحانه لم يقل إنما يعمر مشاهد الله فإن المشاهد ليست بيوت الله إنما هي بيوت الشرك، ولهذا ليس في القرآن آية فيها مدح المشاهد ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك حديث وإنما ذكره الله عمن كان قبلنا أنهم بنوا مسجدا على قبر أهل الكهف وهؤلاء من الذين نهانا الله أن نتشبه بهم حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك} ففي هذا الحديث ذم أهل المشاهد، وكذلك سائر الأحاديث الصحيحة كما قال: {لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا} وقال: {أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة}. [مجموع الفتاوى، ٥٠٠/١٧-٤٩٨] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وفي «المسند» و «صحيح أبي حاتم» عنه أنه قال : «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد». ولهذا لم يذكر الله تعالى في كتابه إلا المساجد دون المشاهد فقال: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} ولم يقل: المشاهد. وقال تعالى : {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}. وقال تعالى : {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم} [البقرة: 114]، وأمثال ذلك. [جامع المسائل - ٤٢٧-٤٢٦/ ٧]

Comments