
الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
June 11, 2025 at 07:42 PM
🖋️ قال العلامة ابن عثيمين :
ومن فوائد الحديث أيضا : أن الإنسان إذا كان حيا لا تؤمن عليه الفتنة، لقوله؛ "ولا تضلنا بعده"،
وتأمّل كلمة "بعده" حيث تشعر بأن الإنسان ما دام حيا، فإنه لا تؤمن عليه الفتنة، وكم من إنسان يرى نفسه أنه في خير ولكنه قد يصاب من حيث لا يشعر،
ولا سيما إذا كانت عبادته لله عز وجل ليست متمكنة كما قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير طمأن به} إذا لم يأته شيء يكدر عليه واطمأن به، {وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} [الحج: 11]
والفتنة التي قد تصيب الإنسان ضعيف العبادة إما شبهة،
وإما شهوة، يلتبس عليه العلم فيضل ويبقى حيران،
وإما شهوة، والشهوة: قد تكون محاولة لنيل المحبوب أو لدفع المكروه،
قد يرتد الإنسان إذا أصيب بمصيبة،
قد يصاب الإنسان مثلا بفقد ابنه أو ابيه أو أخيه أو أحد عزيز عليه فتؤثر هذه المصيبة في قلبه حتى يرتد- والعياذ ابلله- لفوات محبوبه،
وقد تكون الفتنة طلب محبوب لا فوات محبوب، يفتن الإنيان إما بالتكاثر في الدنيا وإما بشهوة الفرج وإما بغير ذلك فيضل؛ ولهذا يجب على الإنسان أن يكون حذرا من كل شيء وألا يعتمد على ما في قلبه،
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الدجال: "من سمع به فلينأ عنه، فإن الإنسان قد يأتي إليه وهو مؤمن فلا يزال به حتى يتبعه بما يبعث في قلبه من الشبهات"، فالمهم: أنك كن دائما مراقبا لقلبك، ولا تعتمد على مجرد ما تفعله من عبادات، العبادات صحيح أنها بمنزلة السقي للقلب، لكن تحتاج إلى صيانة.
[فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ط المكتبة الإسلامية، ٥٧٦/٢]
نص الحديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده".
رواه مسلم والأربعة.
