مُعَلِّمُو النَّاسَ الخَيْرَ
May 13, 2025 at 06:06 PM
*وكيل وزارة التعليم السابق "علي الخبتي":*
إرتفاع نتيجة الطالب في المدرسة وانخفاضها في القدرات والتحصيلي يعني أن الخلل في الفصل الدراسي والمعلم.
_________________________________
*رد البروفوسور محمد حسن سفران*
*على كلام وكيل الوزارة السابق*
*المعلّم بريء من اتّهامك*
المعلّم بريء من اتّهامكم
بصفتي متخصصًا في المناهج، ولدي مقدرة علمية على تشخيص الخلل، أقولها بوضوح: لستُ معلّمًا حتى أدافع عن موقعي، بل أكتب من زاوية محايدة، مجرّدة من العاطفة والانحياز.
حال التعليم العام أشبّهه ببيتٍ من طين، جُهِّز بورق جدران فاخر، وأنظمة سلامة حديثة، وبورسلان لامع، ثم استُقدم عمّال لتركيبه، فخرج الورق مشوّهًا، والبورسلان غير مستوٍ، فاتهموا العمّال، وحمّلوهم المسؤولية.
غير أن المشكلة ليست فيهم، بل في البنية نفسها؛ فبيت الطين لا تناسبه ورق الجدران، ولا أنظمة التكييف الحديثة، ولا النوافذ الواسعة، ولا الإضاءة الذكية
فإذا أردنا تعليمًا عصريًا، فلنبدأ بتشييد مبنًى مسلّح، مؤسَّس وفق مواصفات إنشائية سليمة، عندها سنجد من يُحسن العمل عليه دون حاجة إلى تدريب إضافي أو تحميلٍ للمسؤولية.
لقد أجريتُ مقارنة شاملة بين أربعين دولة شاركت في اختبار PISA، ووجدت أن القاسم المشترك بين الدول المتأخرة في الترتيب هو فرض منهج موحّد، يركّز على المعارف فقط، ويهمّش جوانب الشخصية والقيم
بينما القاسم المشترك بين ثماني عشرة دولة متقدمة هو اعتماد مناهج مرنة، تراعي احتياجات المتعلم، وظروف المجتمع المحلي، وخطط الدولة، وتسهم في بناء شخصية متوازنة، ومواكبة لعصرها.
ارحموا المعلمين، ولا تجعلوهم شماعة لفشل بنية تعليمية منهكة.
التطوير الحقيقي يبدأ من التشخيص الصحيح، لا بكيل التهم، ومن اقتناع المسؤول بضرورة التغيير وفق خطط صحيحة، مدروسة، ومجربة.
التعليم لا يحتمل التجريب العشوائي، ولا المبادرات الشكلية.
دولتنا لم تقصّر في دعم التعليم، وتُعدّ من أسخى الدول إنفاقًا عليه، لكنها لم تجد من يشخّص العلة، ويكتب العلاج، ويسعى في طريق التشافي.👏🏻🌹
👍
❤️
3