مُعَلِّمُو النَّاسَ الخَيْرَ
مُعَلِّمُو النَّاسَ الخَيْرَ
May 28, 2025 at 06:17 PM
‏إلى كل من يبحث عن الزوجة الصالحة للزواج! أود مشاركتك حقيقة قد تكون صادمة للكثيرين: لقد انتهى زمن الأغلبية من النساء الصالحات للزواج مع نهاية جيل السبعينات. المرأة الصالحة شيء والصالحة للزواج شيء آخر. النساء اليوم مؤهلات للعمل والدراسة والمهن المتنوعة، باستثناء القلة التي ما زالت تحتفظ ببعض القيم الأصيلة. نعم، لقد تغيرت الأمور بشكل جذري، ليس فقط على مستوى الأخلاق، بل في دور المرأة ووظيفتها الأسرية. لم تعد النساء مهيئات لدور "السكن" الذي خُلقت لأجله. هذا التحول نتج عن التوجهات التعليمية الجديدة، حيث أصبحت المدارس والجامعات تُعدّ الفتيات لسوق العمل وليس للحياة الأسرية. لقد انتشر ما يمكن تسميته "فوبيا الزواج"، فأصبحت المرأة ترى المنزل مجرد مكان للنوم، وليس بيتًا يحتضن الأسرة. في الماضي، كانت الفتاة تتعلم مهارات الحياة المنزلية من أمها وجدتها، وكانت تمتلك برنامجًا متكاملاً من المعارف والخبرات يُنقل إليها عبر الاحتكاك اليومي. هذا الإرث الحضاري لم يكن يقتصر على الأعمال المنزلية، بل كان يشمل الطب الشعبي أيضًا. المرأة كانت تصل إلى بيت الزوجية وقد اكتسبت خبرة عملية من خلال إدارة منزل أهلها وتربية إخوتها، ما جعلها كالحرفي الماهر الذي تدرّب لسنوات. كانت مهيأة نفسيًا وجسديًا وفكريًا لأداء دورها في الأسرة بكفاءة. أما اليوم، ومع تغير الأولويات والتوجهات، أصبحت المرأة تُعد لتكون مهندسة، طبيبة، أو موظفة متميزة. لذلك، تجدها اليوم بحاجة إلى مساعدة عدة أشخاص لتدير المنزل: طباخة، منظفة، ومربية. حتى مع هذه المساعدة، فقدت الكثير من الطاقة النفسية المطلوبة لإدارة البيت، خاصة بعد أن تشبعت بفكرة احتقار هذه المهنة منذ صغرها، فغالبًا ما تسمع أن "مكان المرأة ليس في البيت". لقد أصبح من الأسهل اليوم العثور على موظفة متميزة خلال أسبوع، لكن العثور على زوجة صالحة قد يستغرق سنوات. هذا الوضع كان مختلفًا تمامًا قبل أربعين عامًا. فما الحل؟ الحل يكمن في البحث عن زوجة قابلة للإصلاح، مع قدرتك على القيام بهذا الإصلاح عبر فهم صحيح لدور القوامة بمفهومها المتوازن الذي يجمع بين "المعاشرة بالمعروف" و"الطاعة بإحسان". هذا النهج هو ما أقدمه لك من خلال "رخصة القيادة الزوجية"، والتي تستند إلى أعمق المبادئ المتعلقة بالحياة الزوجية وفق نظرية "الخليفة وسكنه". لكن كيف تجد الفتاة القابلة للإصلاح؟ يتطلب ذلك توفر شروط في الزوج مثل: 1. الوعي: فهم دورك في الإصلاح ومعرفة صلاحياتك. 2. الأخلاق والدين: أن تكون قدوة لزوجتك. 3. القوة النفسية والمادية: فالضعف يجعل من الصعب عليها قبول قوامتك. كما ينبغي توفر شروط في الزوجة مثل: 1. صغر السن: كلما كانت أصغر، زادت قابليتها للتعلم وإعادة التشكيل. 2. قوامة الأب: تربيتها في بيتٍ تحكمه قوامة الأب يُسهّل مهمتك. 3. عدم ارتباطها بحلم شخصي: المرأة التي لها حلم شخصي قد تناضل لتحقيقه قبل أن تعيش في كنف الزوجية. 4. غير موظفة: فإن المرأة المستقلة ماليًا قد تكون أقل تقبلاً لدور الزوج. 5. التواضع: المتكبرة بمالها أو جمالها يصعب تقويمها. ثم تأتي الموعظة الحسنة، والصبر، واستخدام اللين في المواقف المناسبة والشدة حيث تقتضي الضرورة. قد يستغرق ذلك من سنتين إلى خمس سنوات، لكنك في النهاية ستحصد الثمرة. إما هذا النهج، أو أن تتحمل تحديات الحياة مع النساء المعاصرات، اللواتي يفقدن كل ما يحتاجه الزوج من متعة وخدمة وطاعة، ويُبقى معه النكد والمقاومة والعناد. فإذا وجدت واحدة فأنت محظوظ. د. حامد الإدريسي
👍 ❤️ 8

Comments