مُعَلِّمُو النَّاسَ الخَيْرَ
مُعَلِّمُو النَّاسَ الخَيْرَ
June 1, 2025 at 10:40 PM
الأحد ٥ ذي الحجة ١٤٤٦ بدأ الحدث الكبير في السماء قال تعالى : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) فكان خليفته آدم لكن هل كانت حواء خليفة معه أيضا ؟ لا لم تخلق حواء حينها أصلا و لذلك حكمة عظيمة ( و علم آدم ) علمه وحده أيضا ؟ نعم ( الأسماء كلها ) لتعينه على مهمته التي أفرده الله لتحمل عبئها وحده ( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا ) أمرهم بالسجود فسجدوا لآدم وحده ألم يسجدوا لحواء معه ؟ لا لم يسجدوا إلا لمن ولاه الله وحده خلافته في أرضه وهو آدم و لأن الدور العظيم لحواء لم يكن الخلافة فقد غيبها الله عن المشهد تماما فلم يخلقها أصلا وقتها , لئلا تنازع آدم دوره المخصص له فقد خصص الله لحواء مهمة أخرى مختلفة كليا عن مهمة الخلافة فما مهمة حواء ؟ يجيبنا كتاب الله الذي خلقنا و حدد لنا أدوارنا ، تأمل لام التعليل في قوله تعالى : ( و جعل منها زوجها ( ل ) يسكن إليها ) خلق حواء لدور محدد لها هل هو العمل خارج منزلها ؟! لا ، بل أن تكون سكنا لخليفته ، هذا دورها في عمارة الأرض أن تكون سكنا يسكن لها الخليفة ، لا أن تكون خليفة آخر معه آدم متحرك في عمارة الأرض , و المتحرك لا يسكن لمتحرك مثله ، ولا يسكن إلا لساكن مستقر تقر في بيتها تسكن فيه عن الحركة خارجه فيسكن الخليفة إليها و إلى بيتها المهيئ لراحته ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية ) و ما أعجب جرس التحذير في ربط الآية الخطير بين تبرج المرأة و مخالفة أمر الله بعدم قرارها في بيتها لعمل أو غيره ، قيامها بغير دورها فساد مجتمع لا أسرة فحسب بين الله تعالى في القرآن الكريم قصة خروج آدم و حواء من الجنة و هي قصة تتكرر كل يوم بذات الوسوسة الشيطانية الأولى لآدم وحواء وسوس أول مرة بالأكل من الشجرة حرصا على دوام النعمة و خوفا من زوالها استجابا لوسوسته و خالفا أمر الله و أكلا من الشجرة فخرجا من الجنة و هبطا للشقاء , و اليوم لم يتعظ الزوجان من القصة واختارا أن يخرجا من جنتهما إلى الشقاء بذات الوسوسة كأنما أختبار آدم و حواء الأول يتكرر مع كل آدم و حواء من ذريتهما حرصٌ على ما يطمعان فيه و خوف من حرمان يعدهم الشيطان به ( الشيطان يعدكم الفقر ) و طمعها في المال كأمان من الفقر الذي يخوفها الشيطان منه كل لحظة جعل راتبها أولى عندها من مراد الله منها ، فخرجت من بيتها للوظيفة و زاحمت الرجل على خلافة الله في الأرض و تجاهلت دورها الذي خلقها الله له حصرا وهو أن تكون سكنا للرجل و لم تنتبه أن راتبها صار أهم من زوجها و أسرتها وأولادها ، عبودية للدنيا و الدينار و الدرهم ظنت في ماديتها سعادتها و إنما هي تعاستها قال صلى الله عليه وسلم ( تعس عبد الدينار , تعس عبد الدرهم ) تعست و أتعست زوجها و أضاعت طفلها الذي يفترض أن تتفرغ لبنائه للمال فتنة و بريق يكاد يذهب بالأبصار ؟! لرسالة نزول الراتب في جوالها طرب يصم مسامعها عن تحذير آيات كتاب الله من الشيطان و وعده الفقر طرب يلهيها عن تدبر الاستراتيجية الشيطانية المتكررة أكلا من شجرة المادية و خرجت المرأة تلهث خلف الوظيفة و المال تركت وراءها طفلها الصغير بلا رعاية و زوجها الخليفة بلا سكن فأخرجهما الشيطان مرة أخرى من جنة السعادة الأسرية فقد حدد الله لكل جنس دورا محددا نرضى به نحن العبيد ، و نتعبد الله بأدائه على الوجه الذي يريد فما هو الوجه الذي يريد ؟ آدم خليفة ، و حواء سكن للخليفة ، مربية لابنه ، لا خليفة معه عليها عبء سكن الخليفة الحالي و صناعة الخليفة المستقبلي ، فهي البطلة الحقيقية لإنجازات خليفتين ، بطلة عظيمة متوارية في البيوت خفية عن الرجال لكنها ليست خفية عن الله تعالى انتهيت من قراءة كتاب هام بعنوان آدم و حواء – الخليفة وسكنه وضح المؤلف فيه من كتاب الله دور كل جنس و تكامل أدوارهما وانسجامه مع خلقهما و أجاب عن اعتراضات شائعة ، و صحح مفاهيم مغلوطة و رتب أولويات و أزال شبهات و أخطاء نسويات و أعاد الاعتزاز و الرضا و الإيمان بالدور الذي اختاره الله لكل جنس , كتاب ينفع من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد يقع الكتاب في 216 صفحة من إصدارات دار ابن الجوزي الأستاذ هاني عبد القادر الأحد ١ يونيو ٢٠٢٥ 👇🏽👇🏽👇🏽

Comments