
مُعَلِّمُو النَّاسَ الخَيْرَ
June 3, 2025 at 01:19 PM
سألني أحد المتابعين على واتساب سؤالا خلاصته:
(يقول لي بعض الأصدقاء بأن الزوجة غير الموظفة لن تجد ما تشغل به وقتها، إلا الأفلام والمسلسلات والثرثرة مع صديقاتها، وستكون حياتها تافهة بلا هدف ولا معنى، وهذا يجعل حياتها الزوجية مشاكل ومنغصات. وهناك من حدث لهم هذا).
📌 قلت:
من المؤسف القول بأن هذه الفكرة موجودة حتى عند بعض "الدعاة!!" ولولا أني قرأت ذلك لبعضهم ما كدت أن أصدّق. على كل حال، قلت لصديقنا:
هذا القول صحيح مائة بالمئة، لكن... عندما تكون الزوجة أصلا تافهة بلا همة ولا وعي ولا هدف، فهنا حتى وإن كانت موظفة ستكون تافهة في التفكير والأهداف والسلوك، ستقضي وقتها في مكان العمل تثرثر مع الموظفات والموظفين، وعندما تعود إلى البيت هناك الأفلام والمسلسلات والهاتف. وهذا المعنى يشمل حتى الزوج حين يكون تافها، يعيش لبطنه وشهواته وأهدافه الصغيرة الضئيلة الهزيلة: من العمل إلى المقهى ثم البيت بصحبة الهاتف وألعاب الفيديو والأفلام ويوتيوب.
أما عندما تكون الزوجة ذات دين صحيح، وهمة نبيلة، ووعي ناضج، وعقل أريب، وأهداف سامية.. عندما يكون لها فهم بمعنى كونها مسلمة ولماذا خُلقت في الدنيا وماذا ينتظرها بعد الموت، ومعنى كونها زوجة ولماذا تزوجت وما هي الأهداف الراقية من الزواج والأسرة = فهنا لن تكفيها الـ 24 ساعة، بل ستشعر بضيق الوقت وأن اليوم لا يسعها لإنجاز مهامها ونشاطاتها المختلفة:
1. هي تعلم أنها ينبغي أن تستيقظ مع زوجها لتحضر له الفطور والملابس، وتشحنه نفسيا وعاطفيا ببعض الدردشة الهادئة ليكون ذلك زاده وهو خارج البيت.
2. هي تعلم أنها ينبغي أن تنظف البيت وترتبه وتضفي عليه لمسات جمالية، وأن يكون الغذاء جاهزا، قبل موعد عودة زوجها من العمل، لكي لا تجعلها ينتظر بجوعه.
3. هي تعلم أنها ينبغي أن تعتني بنفسها ونظافتها الشخصية وزينة جمالها ورشاقتها، ليراها زوجها يوميا بحلة جديدة، وبأنوثة جديدة، وهذا ما يضفي على نسويتها ألقها ورونقها.
4. هي تعلم أنها ينبغي عليها الاهتمام بآخرتها، وبناء مستقبلها بعد الموت، فتقوم بالتقرب إلى الله بتخصيص حزب أو حزبين من القرآن يوميا، وبصلاة الضحى، والأذكار.
5. هي تعلم أنها يحسن بها أن تكتسب رصيدا من الثقافة الإسلامية، والثقافة العامة، لتنير عقلها، وتنمي شخصيتها، وتعتصم من شبهات المفسدين في الأرض وتلبيساتهم المغرضة.
6. هي تعلم أنها ينبغي عليها الحفاظ على حياتها الزوجية، ولهذا فهي تبذل جهودها لتنمية علاقتها بزوجها بجميع جوانبها النفسية والعاطفية وغيرها، لأنها تدرك طبيعة الضغوط التي تتعرض لها العلاقة الزوجية في عصرنا.
هي تعلم كل هذا، ومن ثم، فهي تحرص على ممارسته يوميا، وتعلم المزيد منه يوميا، فمن المؤكد أنها لن تجد وقتا تقضيه في التفاهات والثرثرة، لأنها إنسانة كبيرة في عقلها، ونفسها، وأهدافها، وواعية بمعنى علاقتها الزوجية والأسرية.
أما عندما تذهب تتزوج تافهة (حتى وإن كانت محجبة) فلا تلومن إلا نفسك. فأنت من ورّط نفسه في هذا البلاء. وأولئك الذين قالوا لك هذا القول، هم إما متزوج يعيش مع زوجة تافهة فاعتقد أن النساء كلهن كذلك، أو أعزب سمع كلاما من هنا وهناك.
إذا كنت رجلا راقيا فاحرص على الزواج من امرأة راقية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وبارك
نور الدين قوطيط
❤️
2