قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
May 22, 2025 at 10:52 PM
في ترجمة الإمام العلم: أحمد بن عبد اللَّه بن صالح العجلي (ت ٢٦١ هـ) وهل هو متساهل كما يدعي بعض المبتدعة في زماننا ؟ إسمه وكنيته ولقبه: أحمد بن عبد اللَّه بن صالح بن مسلم أبو الحسن العجلي، صاحب كتاب «معرفة الثقات». كوفي الأصل نشأ ببغداد، وسمع بها وبالكوفة وبالبصرة. وحدّث بها عن شبابة ابن سوار، ومحمد بن جعفر غندر، وأبي داود الحفري، وأبي عامر العقدي، ومحمد ويعلى ابني عبيد الطنافسي. وروى عنه ابنه أبو مسلم صالح، وذكر أنه سمع منه في سنة سبع وخمسين ومائتين. وكان ديناً صالحاً انتقل إلى بلد المغرب وسكن أطرابلس، وانتشر حديثه هناك. قال الوليد بن بكر الأندلسي: كان أبو الحسن أحمد بن عبد اللَّه بن صالح الكوفي من أئمة أصحاب الحديث الحفاظ المتقنين من ذوي الورع والزهد. وقال أبو الحسن اللؤلؤى: سمعت مشايخنا بهذا المغرب يقولون: لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد اللَّه بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي ببلادنا شبيه ولا نظير له في زمانه في معرفته بالحديث وإتقانه وزهده. وقال عباس الدوري: إنا كنا نعده مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وسئل عنه يحيى بن معين، فقال: هو ثقة بن ثقة بن ثقة. قال الوليد بن بكر الأندلسي: وإنما قال فيه يحيى بن معين بهذه التزكية؛ لأنه عرفه بالعراق قبل خروج أحمد بن عبد اللَّه إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ إلا أنه دونه في السن، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل. والعجلي أقدم في طلب الحديث وأعلى إسنادًا، وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعًا وزهدًا من البخاري، وهو كثير الحديث خرج من الكوفة والعراق بعد أن تفقه في الحديث، ثم نزل أطرابلس المغرب. وحديثه وتصانيفه وأخباره بالمغرب، وحديثه عزيز بمصر والشام والعراق؛ لبعد المسافة، وتوفي بأطرابلس، وقبره هناك على الساحل، وقبر ابنه صالح إلى جنبه. قال صالح بن أحمد: سمعت أبي أحمد يقول: طلبت الحديث سنة سبع وتسعين ومائة، وكان مولدي بالكوفة سنة اثنتين وثمانين ومائة. قال صالح: ومات أبي بعد الستين والمائتين. وقال أبو سعيد بن يونس المصري: إنه مات في سنة إحدى وستين. قَالَ الوليد قَالَ لي عَلِيّ بْن أَحْمَدَ- وقد ذكر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح-: أن ابن حنبل وابن معين قد كانا يأخذان عَنْهُ. (١) ____ (١) «تاريخ بغداد» ٤/ ٢١٤، «السير» ١٢/ ٥٠٥، «شذرات الذهب» ٢/ ١٤١. ____ قلت: لا يوجد أحد من أهل العلم والإتقان من وصفه بأنه متساهل في التوثيق، وقد كان قرين الأئمة كأحمد وابن معين وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وابن المديني وهلم جرا، بل جاء في ترجمته أن الإمام أحمد وابن معين كان يأخذان عنه، وهما أكبر سناً منه وقد اعتمده أهل العلم قاطبة في توثيقاته وتضعيفاته للرواة في كتبه. وقد عجز المبتدعة في زماننا بأن يأتوا من تكلم فيه من أهل الحديث، بل الذين طعنوا فيه من المبتدعة في زماننا هم أنفسهم فيهم من البدع والضلالات من الله به عليم، وقد اضطربوا في جل العلوم وخاصةً في علم الحديث وأتوا بكل قبيح فيه ولو تتبعنا ذلك لو جدنا العجب العجاب وسوف آتي قريباً من أقوالهم وما في كتبهم ما يقتضي منه العجب وانكارهم لبعض المسائل التي نص عليها أهل العلم بأن من أنكرها فقد كفر، وقد أوقعوا أنفسهم في إشكالات كثيرة سواءً كان ذلك في علم الحديث أو الفقه وأصوله وغير ذلك من العلوم. والله أسأل أن يوفقنا إلى مرضاته في القول والعمل وأن يعلمنا ما ينفعنا، والله الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. https://t.me/al_hanabila_sadti Follow the قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f

Comments