
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
June 9, 2025 at 09:36 AM
في الرد على المداخلة في تضخيمهم مكانة ولي الأمر:
ينبغي أن يكون عند الشيوخ نظرة معتدلة في التعامل مع الحكام فلا يسقطون مكانتهم بأدنى شبهة كما يفعل الخوارج ، ولا يقوون أيديهم على دماء المسلمين وأموالهم، ولا يفتحون لهم باب المقاصد والمصالح فيقع التلاعب في أحكام الدين.
وفي المقابل ينبغي لهم ألا يجمدوا على ظواهر النصوص فيوقعوا الناس في حرج ويبغِّضوا لهم الشريعة.
وهذه أمثلة مختصرة توضح ذلك:
١- وقع الاتفاق بين المذاهب الأربعة على حرمة الخروج على الحاكم المسلم ولو كان غير عادل، لكن في الوقت نفسه يرى الجمهور (الحنفية والمالكية والحنبلية) حرمة معاونة الحاكم الفاسق على أهل العدل.
((بينما يرى الشافعية الوجوب ولو كان فاسقا كما ذكرت الموسوعة الكويتية))
٢- يرى الجمهور أن الحاكم عامل للرعية ويرتبط مع أهل الحل والعقد بعقد له أحكامه الفقهية. وأعماله مستندة على الشرع ومنوطة بمصلحة الشعب. وأنه مستخلف على بيت مال المسلمين فلا يأخذ منه إلا كما يأخذ ولي اليتيم (وسأكتب قريبا حول نظرية العقد بين ولي الأمر وأهل الحل والعقد).
وقد أفتى السبكي وابن عابدين وغيرهما بحرمة إفتاء الولاة الظلمة بما يسلطهم على أموال المسلمين وأراضيهم.
وقام عبد الرحمن ابن قدامة - صاحب الشرح الكبير وهو أجل شيوخ النووي - كما قال - وشيخ ابن تيمية والذهبي والمزي - قومة كبيرة في دمشق لاسترداد أراضي الناس التي اغتصبها أحد الولاة الظلمة.
٣- في باب العقوبات التعزيرية: يرى جمهور الفقهاء بأن التعزير وإن كان مفوضا للإمام إلا أنه مقيد بشروط وضوابط في الحبس والجلد وأخذ المال.
وقد حرم الشافعية والحنابلة التعزير بأخذ المال لئلا يتم تسليط الولاة على أموال المسلمين.
[[وقدّم الإمام أحمد في هذا الباب سدّ الذريعة على فعل بعض الصحابة مع أنه حجة عنده إلا أنه قال: فيه معنى خاص. وهذا غاية عظمى في فهم الواقع وعدم الجمود على الأخبار ]].
٤- إذن الإمام: يرى الجمهور عدم اشتراط إذن الإمام في جهاد الدفع، وفي صلاة الجمعة والعيدين يرى الشافعية والحنابلة بأنه لا يشترط إذن الإمام فيها.
ويزيد الحنابلة شدةُ في هذا الباب فيكرهون النظر إلى الأئمة الظلمة، ويكرهون صِلاتهم، ويوجبون إعادة الصلاة خلفهم ، ويرون أن الأولى في الزكاة أن لا تعطى لهم، وأن الولاة الظلمة إن أخذوا زيادة على الزكاة ظلما فللمعطي أن يحسبها من الزكاة العام القادم.
لذا رأيناهم في بغداد يقودون المظاهرات لإنكار المكوس والعملات المغشوشة ودور الزنا ، ( وقد أشركوا معهم أبا إسحاق الشيرازي شيخ الشافعية في سنة من السنوات - وهو أحد مجتهدي الشافعية كان تلميذا عند ابن أبي موسى الهاشمي الحنبلي ، ومن تلامذته ابن عقيل أحد خواص طلابه - وهو من غسله بعد موته كما وصى-)
وكذلك رأيناهم في دمشق ينكرون المكوس وبيع الخمور.
٥- من أخطر ما يفعله الشيخ - نصف الفقيه - فتح باب المصالح للأئمة والعامة وهي زندقة في الدين، وقد سمعت أحد مشاهير المداخلة - وقد أهلكه الله قريبا - وهو يفتي على الشاشات بجواز أن يقتل ولي الأمر ثلث الشعب (وهي رواية مكذوبة على الإمام مالك)
د. مصطفى عليان
https://t.me/al_hanabila_sadti
Follow the قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f