قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
June 11, 2025 at 08:20 PM
[شرط النجاة بكلمة التوحيد] __ قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" فقال طائفة من العلماء: إن كلمة التوحيد سبب مقتض لدخول الجنة: والنجاة من النار، لكن له شروط، وهي الإتيان بالفرائض، وموانع، وهي اجتناب الكبائر. • قال الحسن للفرزدق: *«إنّ للا إله إلَّا الله شروطًا فإِياك وقذفَ المحصنة».* • وروي عنه أنه قال: هذا العمود فأين الطُّنُب، يعني أن كلمة التوحيد عمودُ الفسطاط، ولكن لا يثبت الفسطاط بدون أطنا به، وهي فعل الواجبات، وترك المحرمات. • وقيل للحسن: إن ناسا يقولون: من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة؟ فقال: *«مَنْ قال: لا إله إلا الله، فأدّى حقّها وفرضها: دخل الجنة».* • وقيل لوهب بن مُنَبِّه: أَليس لا إله إلا الله مفتاحَ الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك، وإِلا لم يفْتح لك. • ويشبه هذا ما روي عن ابن عمر أنه سئل عن *«لا إله إلا الله»* هل يضرُّ معها عمل كما لا ينفع مع تركها عمل؟ فقال ابن عمر: *«عَشِّرْ ولا تغترَّ».* __ [تفسير آخر للمراد]: وقالت طائفة منهم الضحاك، والزهْري، كان هذا قبل الفرائض والحدود. فمن هؤلاء من أشار إلى أنها نسخت، ومنهم من قال: بل ضُمَّ إليها شروط زيدت عليها، وزيادة الشروط هل هي نسخ أم لا؟ فيه خلاف مشهور بين الأصوليين. وفي هذا كلّه نظر، فإن كثيرًا من هذه الأحاديث متأخر بعد الفرائض والحدود. • وقال الثوري: نسختها الفرائض والحدود، فيحتمل أن يكون مراده ما أراده هؤلاء، ويحتمل أن يكون مراده أن وجوب الفرائض والحدود تبين بها أن عقوبات الدّنيا لا تسقط بمجرد الشهادتين، فكذلك عقوبات الآخرة. ومثل هذه البيان وإزالة الإيهام كان السَّلف يسمونه نسخًا، وليس هو نسخا في الاصطلاح المشهور. ___ [تفسير ثالث]: • وقالت طائفة: هذه النصوص المطلقة جاءت مقيدة بأن يقولها بصدق وإخلاص، وإخلاصها وصدقها يمنع الإصرار معها على معصية. • وجاء في مراسيل الحسن عن النبيّ ﷺ: *«من قال لا إله إلا الله مخلصًا، دخل الجنة»:* قيل: وما إخلاصها. قال *«أن تَحجُزك عما حرم الله».* وروي ذلك مسندا من وجوه أخر ضعيفة. [تفسير كلام الحسن البصري]: ولعل الحسن أشار بكلامه الذي حكيناه عَنْه - من قبل - إلى هذا، فإنَّ تحقُّق القلب بمعنى لا إله إلا الله، وصدقه فيها، وإخلاصه بها يقتضي أن يُرَسَّخَ فيه تألُّهُ الله وحده؛ إجلالًا وهيبة ومخافة ومحبة ورجاءً وتعظيمًا وتوكلًا ويمتلئ بذلك، وينتفي عنه تألُّه ما سواه من المخلوقين، ومتى كان كذلك لم يبق فيه محبة ولا إرادة ولا طلب لغير ما يريده الله ويحبّه، وينتفى بذلك من القلب جميع أهواء النفوس وإراداتها ووساوسُ الشيطان؛ فمن أحب شيئًا أوّ أطاعه، وأحب عليه، وأبغض عليه، فهو إلهه. فمن كان لا يحب ولا يبغض إلا لله، ولا يوالي ولا يعادي إلا له، فالله إلهه حقا. ___ قلت: قارن بين كلام أهل العلم في التوحيد، وبين #النابتة و #الوهابية خوارج زماننا فيما يقولونه حول التوحيد وما أدخلوه فيه من البدع والضلالات، فتبصر أخي الفاضل وسر على درب هولاء الأئمة تنجو وربّ الكعبة. https://t.me/al_hanabila_sadti Follow the قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f

Comments