
قناة أبي محمد طاهر السماوي
June 7, 2025 at 08:59 AM
✍الأعزب في العيد:
وميض الأمل بين ثنايا الألم.
في صباح العيد، حيث تتلاقى الأيدي وتتجدد الروابط، قد يجد الأعزب نفسه في مسارٍ مختلف. يرتب سريره بمفرده، يأكل من معمول العيد بلا قيود، ويتحرر في خروجه وعودته. يهنئ ذاته أولاً، يسلي نفسه، ويعمق علاقاته بأصدقائه وزملائه. هذه الحرية الظاهرية، وإن كانت مريحة، لا تخلو من رجاءٍ عميقٍ يسامر روحه: رجاءٌ أن يمنّ عليه الله بالحلال الطيب في وقته المبارك الذي يختاره له.
خلف ابتسامته التي يرسمها على وجهه، وسعيه لإضحاك أمه، وممازحته لإخوته، وإقناعه لجدته أنه بخير، تكمن جروح الأيام والليالي التي قد تمر على قلبه. قد لا يجد يدًا حنونة تمسح عليه في صباح العيد، تلك اللمسة التي قد تشفي جزءًا من غصة الروح. لكنه يتمسك بقلبٍ عامرٍ باليقين، إيمانًا لا يتزعزع بأن الله ما نسيه، ولن ينساه. هذا اليقين هو درعه الواقي، ونوره في عتمة الوحدة.
في ليالي العيد، قد يبدو الأعزب مكسور الجناح، مهزوم الفؤاد، شارد الذهن. إنها لحظات تتسلل فيها المشاعر الإنسانية بضعفها. ولكن في عمق هذه المشاعر، تكمن قوة لا تضاهى: ثقته بالله الأعظم والأوثق. هذه الثقة ليست مجرد تمنٍ، بل هي يقينٌ علميٌ بأن تدبير الله خيرٌ من تدبير الإنسان. إنها إدراكٌ بأن كل تأخير، كل ابتلائ، يحمل في طياته حكمةً إلهيةً لا يدركها العقل البشري إلا بعد حين
يا كل أعزبٍ، لا تحزن. فكم من تأخيرٍ كان في حقيقته اصطفاءً إلهيًا، وكم من دعاءٍ فتح أبوابًا كانت تبدو موصدة. إن الدعاء ليس مجرد تضرع، بل هو طاقةٌ روحيةٌ تتفاعل مع الكون، وقناةٌ اتصالٍ مباشرةٍ مع خالقه. تذكر دائمًا أن الله إذا أعطى، أدهش. عطاؤه يفوق التصور، ومنحه يتجاوز كل أمل. وإذا قبل، أكرم إكرامًا يليق بجلاله.
فليكن قلبك عامرًا بالصبر، وروحك متصلةً بالدعاء، ففي هذا الاتصال تكمن قوةٌ لا تُقهر، وحكمةٌ لا تُدرك إلا بتسليمٍ ويقينٍ.
كتبه أبو محمد طاهر السماوي
١١ ذي الحجة ١٤٤٦هجرية
*نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين*
════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*
👍
4