الحرية الحريةُ جوهرُ الكرامةِ الإنسانية، وذروةُ النُّبلِ في فطرةِ الإنسان. ليست الحريةُ إذن أن تنسلخَ عن كلِّ قيدٍ، ولا أن تَفعلَ ما تشاءُ بلا حسابٍ ولا رقيبٍ. بل هي أسمى من ذلك، وأعمقُ معانٍ، تقوم على الاختيارِ الواعيِ والمسؤوليةِ الكبيرة. إن الحريةَ الحقيقيةَ هي أن تتحررَ من قيودِ النفسِ الأمّارةِ، وتَسيرَ على دربِ الحكمةِ والعدلِ، توازنُ بين حقِّ الذاتِ وحقوقِ الآخرين. هي انعتاقٌ من عبوديةِ الهوى، وانصياعٌ لما يُرتقي بالإنسانِ ويُعزِّزه. لا تُزاحِمْ الحريةَ الفوضى، ولا تخلطْ بين الحريةِ والانفلات، فالحريةُ في إطارها الشريفِ تصونُ الكرامةَ وتحمي المجتمعَ من التفككِ والضياع. فلنُحافظ على حريتناِ، فلا هي بلا ضوابطٍ، ولا قيودَ بلا معنى. الحريةُ رسالةُ العقلِ، ووصيةُ الضميرِ، وركيزةُ الحضارةِ التي تنهضُ بها الأممُ. بقلم : نورالدين