محمد بن علي بن فضل الكعبي
محمد بن علي بن فضل الكعبي
June 12, 2025 at 08:04 AM
*علوُّ الله على جميع خلقه بائنٌ عنهم ولا يخفى عليه شيء ☝🏼* * *دلَّت النصوص الكثيرة من القرآن والسُّنَّة وإجماع المسلمين على إثبات العلو المطلق لله تبارك وتعالى منها:* * ⁠قال الله تعالى: *{الرحمن على العرش استوى} أي علا وارتفع وصعِد واستقَر* * ⁠وقال تعالى: *{ثمَّ استوى على العرش} في ستة مواضع* * ⁠وقال تعالى: *{ءَأمِنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور}* * وحديث الجارية كما في «صحيح مسلم» (537)، *لمَّا سألها رسولُ الله ﷺ: «أين الله؟» قالت: "في السماء" قال «من أنا؟» قالت: "أنت رسولُ الله" فقال لسيِّدها معاوية «اعتِقها فإنَّها مؤمنة»* * وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: *«ألا تأمنُوني وأنا أمينُ من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء»* * وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: *«ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له»* * وروى أبو داود (4941)، والترمذي (1924)، وأحمد (6494)، وصححه الألباني، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ رسول الله ﷺ قال: *«الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ، ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ»* * وروى البيهقي في «الأسماء والصفات» (صـ515)، وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» (1/207)، عن الإمام الأُوزاعي (ت157هـ) رحمه الله قال: *«كُنَّا والتابعون متوافرون نقول: إنَّ الله تعالى ذكره تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السُّنَّة من صفاته»* * وروى أبو داود في «مسائله عن الإمام أحمد» (صـ353) رقم (1699)، وعبد الله بن الإمام أحمد في «السُّنَّة» (1/173) رقم (213)، والآجُرِّي في «الشريعة» (3/1076) رقم (652)، عن الإمام مالك (ت179هـ) رحمه الله قال: *«اللهُ في السماء وعلمُه في كل مكان، لا يخلو من علمِه مكان»* * وروى الدارِمي في «الرد على الجهمية» (صـ53) رقم (21)، وعبد الله بن الإمام أحمد في «السُّنَّة» (صـ174) رقم (216)، عن الإمام عبد الله بن المبارَك (ت181هـ) رحمه الله أنَّه قيل له: "كيف نعرفُ ربَّنا؟" فقال: *«نعرِفُ ربَّنا بأنَّه فوق سبع سماواته على العرش استوى، بائنٌ من خلقه، ولا نقولُ كما قالت الجهمية»* * قال الإمام أبو سعيد الدارِمي (ت280هـ) رحمه الله: *«والآثار في ذلك عن رسول الله ﷺ كثيرة، والحُجج متظاهرة، والحمد لله على ذلك»* [ «الردّ على الجهمية» (صـ53) ] * وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) رحمه الله: «قال الخلَّال: وأخبرَنا المروزي قال: قال إسحاق بن إبراهيم بن راهويه: *قال الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}: إجماعُ أهل العلم أنَّه فوق العرش استوى، ويعلم كلَّ شيء في أسفل الأرض السابعة، وفي قُعور البحار ورؤوس الآكام وبطون الأودية، وفي كل موضع، كما يعلم علم ما في السماوات السبع وما فوق العرش، أحاطَ بكل شيء علمًا فلا تسقط من ورقة إلَّا يعلمها ولا حبَّة في ظلمات البر والبحر ولا رطب ولا يابس إلا قد عرف ذلك كلَّه وأحصاه، فلا تعجزُه معرفة شيء عن معرفة غيره»* [ «درء تعارض العقل والنقل» (2/34) ] * وروى أبو عثمان النيسابوري في «عقيدة السلف وأصحاب الحديث» (صـ187)، وصححه الألباني في «مختصر العلو» (صـ193)، عن إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خُزيمة (ت311هـ) رحمه الله قال: *«من لم يُقرّ بأنَّ الله عزّ وجلّ على عرشه، قد استوى على عرشه، قد استوى فوق سبع سماواته، فهو كافرٌ بربّه، حلال الدم، يُستتاب فإن تاب وإلّا ضُرِبت عُنقه، وألقِيَ على بعض المزابل، حتى لا يتأذَّى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحةِ جيفته، وكان مالُه فيئًا، لا يرِثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، كما قال النبي ﷺ: «لا يرِث المسلمُ الكافر، ولا الكافرُ المسلم»* انتهى * وقال الإمام ابن بطَّة العُكبُري (ت387هـ) رحمه الله: *«وأجمعَ المسلمون من الصحابة والتابعين، وجميع أهل العلم من المؤمنين أنَّ الله تبارَك وتعالى عرشه فوق سماوته بائنٌ من خلقه وعلمُه محيط بجميع خلقه»* [ «الإبانة عن شريعة الفِرقة الناجية ومجانبة الفرِق المذمومة» (7/136) ] * *وغير ذلك من النصوص كثيرةٌ جدًّا قد أوصلها الإمامُ ابن القيم رحمه الله كما في قصيدته النونية (صـ97) رقم (1525) إلى ألفَين دليلٍ على علوّ الله ☝🏼* * *وصنَّف جماعةٌ من أهل العلم رسالةً مُفردة في إثبات علو الله على خلقه، كالإمام محمد ابن عثمان بن أبي شيبة (ت297هـ) في كتابه «العرش وما رُوِيَ فيه» والإمام ابن قدامة (ت620هـ) في كتابه «إثبات صفة العلو» والإمام الذهبي (ت748هـ) في كتابه «العلو للعلي الغفَّار»*

Comments