
محمد بن علي بن فضل الكعبي
June 12, 2025 at 11:35 AM
*بُطلان القول بتقسيم أهل السُّنَّة والجماعة إلى ثلاث فرِق 🚫✋🏼*
1- *أهل الحديث والأثر وهم الفِرقة الناجية*
2- *الأشاعرة*
3- *الماتريدية*
* رووا أصحابُ السُّنن والمسانيد من طرق تفيد التواتر عن جماعة من أصحاب النبي ﷺ قرابة العشرين أنَّ رسول الله ﷺ قال: «ليأتينَّ على أمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ، حتَّى إن كانَ مِنهم من أتى أُمَّهُ علانيَةً لَكانَ في أمَّتي من يصنعُ ذلِكَ، وإنَّ بَني إسرائيل تفرَّقت على ثِنتينِ وسبعينَ ملَّةً، *وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً، كلُّهم في النَّارِ إلَّا ملَّةً واحِدةً، قالوا: مَن هيَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «من كان على مثل ما أَنا علَيهِ اليوم وأَصحابي»*
* وفيه بطلانُ تعدد الفرقة الناجية بل جعلها واحدة جمعت هذا الوصف الفارق المؤثر وهو قوله ﷺ: *«من كان على مثل ما أَنا علَيهِ اليوم وأَصحابي»* فهل كان النبي ﷺ أو أحدٌ من أصحابه رضي الله عنهم على عقيدة الأشاعرة أو الماتريدية؟! فهاتان الفرقتان لا يلتفتون إلى سُنَّة النبي ﷺ إلا ما كان متواترًا بزعمهم ولا يأخذون بمجموع الآثار الواردة عن أصحاب النبي ﷺ في باب الإيمان والأسماء والصفات وغيرها من مسائل الاعتقاد
* فقول من يقول من أهل العلم إنَّ الأشاعرة والماتريدية أقربُ الفرِق إلى أهل السُّنَّة لا ينفعهم ولا يدخلهم ضمن وصف الفرقة الناجية، بل كلاهما يدخل في الفرق الثلاث والسبعين فرقة المتوعَّدة بالنار؛ لأنَّهم خالفوا ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابُه الكرام رضي الله عنهم من الاعتقاد المأخوذ من الكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأُمَّة
* فهؤلاء بنوا عقيدتهم على علم الكلام المأخوذ من علم اليونان القديم وجعلوه أصلًا يردُّون به نصوص الكتاب والسُّنَّة في أبواب الاعتقاد، وهذا العلم مذمومٌ حذَّر منه السلف حتى قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: *«حُكمي في أصحاب الكلام أن يُضربوا بالجريد ويُحملوا على الإبل، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويُقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسُّنَّة، وأخذ في الكلام»* [ رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (2/941) ]
* وهذا القول بأنَّ أهل السُّنَّة هم ثلاث فرق قاله السفَّاريني (ت1188هـ) رحمه الله في «لوامع الأنوار البهية» (1/73)، وهو قولٌ محدَث لم يُسبق إليه، ممَّا يدلُّ على بطلانه، إضافةً إلى أنَّ السفَّاريني رحمه الله له كلام بعد ذلك يناقض ما سبقه 👇🏼
* قال في «لوامع الأنوار البهية» (1/76) بعد ذكره لحديث الافتراق: *«قال بعض العلماء: هم يعني الفرقة الناجية، أهل الحديث يعني الأثريَّة والأشعريَّة والماتريديَّة، قلتُ: ولفظ الحديث يعني قوله: إلَّا فرقة واحدة ينافي التعدد، ولذا قلتُ: وليس هذا النص جزمًا يُعتبر في فرقة إلَّا على أهل الأثر»* انتهى
* وقال في «لوامع الأنوار البهية» (1/76): *«وما عداهم من سائر الفرق قد حكَّموا العقول وخالفوا المنقول عن الرسول ﷺ والواجب أن يُتلقَّى بالقبول، فأنَّى يصدُقُ عليه الخبر، أو ينطبق عليهم الأثر»* انتهى
* *وهذا الوصف لا شكَّ أنَّه ينطبق على فرقتي الأشاعرة والماتريدية المبتدعة*
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) رحمه الله: *«لمَّا أخبر النبي ﷺ أنَّ أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة، وفي حديث عنه أنه قال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة»*
[ «العقيدة الواسطية» (صـ29) ]
* قال الإمام ابن عثيمين (ت1420هـ) رحمه الله: *«وهذا التعريف من شيخ الإسلام ابن تيمية يقتضي أن الأشاعرة والماتريدية ونحوهم ليسوا من أهل السنة والجماعة؛ لأنَّ تمسكهم مشوب بما أدخلوا فيه من البدع، وهذا هو الصحيح؛ أنَّه لا يعدُّ الأشاعرة والماتريدية فيما ذهبوا إليه في أسماء الله وصفاته من أهل السنة والجماعة، وكيف يعدون من أهل السنة والجماعة في ذلك مع مخالفتهم لأهل السنة والجماعة؟! لأنَّه يقال: إما أن يكون الحق فيما ذهب إليه هؤلاء الأشاعرة والماتريدية، أو الحق فيما ذهب إليه السلف، ومن المعلوم أنَّ الحق فيما ذهب إليه السلف؛ لأن السلف هنا هم الصحابة والتابعون وأئمة الهدى من بعدهم، فإذا كان الحق فيما ذهب إليه السلف، وهؤلاء يخالفونهم؛ صاروا ليسوا من أهل السنة والجماعة في ذلك»*
[ «شرح العقيدة الواسطية» (2/372) ]
👍
1