
في رحاب السُنة 🌿
June 9, 2025 at 11:34 AM
#شرح_الحديث :🕋
في هذا الحديث يقول النبي ﷺ : ما منكم رجلٌ يُقرِّبُ وَضوءَه أي: يُحضِرُ ما يتوضَّأُ به، فيتمضمَضُ ويستنشقُ "فينتَثِرُ"، أي: يجذِبُ الماءَ بخياشيمِه، ثمَّ يدفَعُه ليُزيلَ ما في أنفِه مِن الأذى، إلَّا خرَّتْ، أي: سقَطَتْ خطايا وجهِه، ثمَّ إذا غسَل وجهَه، كما أمَره الله، أي: بقولِه عزَّ وجلَّ: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} ،إلَّا سقَطَتْ خطايا وجهِه مِن أطرافِ لحيتِه مع الماءِ، عبَّر باللِّحيةِ للغالبِ، وإلَّا فمَن لا لِحيةَ له، كالأمردِ والمرأةِ، كذلك، ثمَّ يغسِلُ يديه إلى المِرفَقينِ، إلَّا سقطَتْ خطايا يديه مِن أطرافِ أناملِه مع الماءِ، ثمَّ يمسَح رأسَه إلَّا سقطَتْ خطايا رأسِه مِن أطرافِ شَعَرِه مع الماءِ، ذكَره للغالب أيضًا، ثمَّ يَغسِل قَدمَيْه إلى الكعبينِ إلَّا خرَّتْ خطايا رِجْلَيْه مِن أناملِه مع الماءِ، فإنْ هو، أي: المُتوضِّئُ، قام فصلَّى فحمِد اللهَ، أي: أَثنى عليه بالصِّفاتِ الثُّبوتيَّةِ، وأثنى عليه بالتَّنزيهِ عمَّا لا يليقُ به، ومجَّدَه، أي: وصَفه بالَّذي هو له أهلٌ مِن أوصافِ المجدِ، وهو العِزُّ والشَّرفُ، وفرَّغ قلبَه للهِ تعالى، أي: فرَّغه مِن دنَسِ التَّعلُّقِ بغيرِ الله والرُّكونِ إلى سواه، إلَّا انصرَف خارجًا مِن خَطيئتِه، أي ذُنوبِه، فيصيرُ مُتطهِّرًا منها، كهيئتِه، أي: كطهارتِه مِن كلِّ خطيئةٍ، يومَ ولدَتْه أمُّه فما أعظم هذا الفضل وما أشد تقصيرنا

💚
🤲
2