د.نور النومان / استشارية تربوية ونفسية.
د.نور النومان / استشارية تربوية ونفسية.
May 18, 2025 at 06:05 PM
التدليل الزائد للأطفال الذكور: الآثار النفسية والاجتماعية وطرق الموازنة في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، أصبح تدليل الأطفال الذكور بشكل مفرط ظاهرة شائعة في بعض الأسر، خاصة في المجتمعات التي تُولي أهمية أكبر للذكور. بينما يُعتبر الحب والاهتمام ضروريين لنمو الطفل، فإن التدليل الزائد قد يُضعف شخصيته ويُعرضه لمشاكل نفسية وسلوكية خطيرة. أشكال التدليل الزائد للأبناء الذكور 1. تلبية جميع الطلبات دون قواعد: شراء كل ما يطلبه الطفل حتى لو كان غير ضروري. 2. الإعفاء من المسؤوليات: عدم تعليمه مهارات الاعتماد على النفس مثل ترتيب غرفته أو المشاركة في الأعمال المنزلية أو الاهتمام بشؤونه وفروضه الدينية ومذاكرته . 3. التساهل في السلوك السلبي: التغاضي عن تصرفاته العدوانية أو غير المحترمة بحجة أنه "ما زال صغيرًا". 4. الحماية المفرطة: منعه من مواجهة أي تحديات أو أخطاء بحجة الخوف عليه. الآثار السلبية للتدليل الزائد على الأطفال الذكور 1. ضعف الشخصية وعدم تحمل المسؤولية - يعتمد الطفل المدلل على الآخرين في كل شيء، مما يُضعف ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات. - يصبح غير قادر على مواجهة الصعوبات، مما يؤثر على أدائه الأكاديمي والمهني والاجتماعي المستقبل. - يتهرب من الدين كونه يضبط قلبه وجوارحه بما يرضي الله لا أهواءه. 2. الأنانية وعدم الاحترام - يعتاد الطفل على أن كل رغباته مُلبيّة، فيصبح أنانيًا ولا يُدرك مشاعر الآخرين، أو عل. الأقل مشاعر من لا يشكلون أهميةعنده. - قد يتطور الأمر إلى سلوك عدواني إذا لم يُلبَّى طلبه، مثل الصراخ أو الضرب أو البكاء المزعج. 3. صعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية - الأطفال المدللون غالبًا ما يُواجهون صعوبة في تكوين صداقات بسبب سلوكياتهم المتعجرفة أو عدم تقبلهم للرفض أو عدم مراعاتهم للمتعارف عليه. - زملاؤهم ينفرون منهم بسبب عدم قدرتهم على المشاركة أو التعاون أو تحمل المسؤولية. 4. مشاكل نفسية في البلوغ - عندما يواجه الطفل المدلل واقع الحياة (مثل الجامعة أو العمل أو مسؤوليةالعائلة)، قد يُصاب بـ الاكتئاب أو القلق بسبب عدم تكيُّفه مع الظروف الصعبة. - بعض الدراسات تربط بين التدليل الزائد وزيادة خطر الإدمان (كالهروب من الواقع) أو السلوكيات المتهورة. 5. تعزيز الصورة النمطية السلبية للذكور - في بعض الثقافات، يُربى الذكور المدللون على أنهم "أسياد" لا يخطئون. كيفية تحقيق التوازن في التربية؟ 1. وضع حدود واضحة - تحديد قواعد ثابتة (مثل وقت الصلاة، وقت النوم، المسؤوليات المنزلية) وشرح أسبابها للطفل. - تعليمه أن الرفض ليس نقص حب، بل جزء من التربية السليمة. 2. تشجيع الاستقلالية - إشراكه في مهام مناسبة لعمره (ترتيب ألعابه، تحضير حقيبة المدرسة). - مدح جهوده بدلًا من إنجازاته فقط، لتعزيز الثقة الداخلية. 3. تعليم التعاطف والمشاركة - تشجيعه على مساعدة الآخرين، مثل إعطاء جزء من مصروفه للفقراء. - توضيح أهمية احترام مشاعر أقرانه وأفراد العائلة. 4. المواجهة الصحية للأخطاء - عدم إنقاذه دائمًا من عواقب أخطائه (مثل نسيان واجبه المدرسي)، بل جعله يتحمل النتائج. - استخدام العواقب المنطقية (مثل حرمانه من لعبة يومًا إذا أخطأ) بدلًا من العقاب القاسي. 5. تعزيز القناعة بدل المادية - تقليل الاعتماد على الهدايا المكثفة كمكافأة، واستبدالها بـ تشجيع معنوي(مثل قضاء وقت مميز معه). ختامًا التدليل الزائد للذكور ليس دليلًا على الحب، بل إضعافٌ لقدراتهم المستقبلية. التربية المتوازنة التي تجمع بين الحنان والانضباط هي الضمانة لتنشئة جيل قادر على تحمل المسؤولية، واحترام الآخرين، ومواجهة الحياة بثقة. > "الطفل كالنبتة.. إذا أعطيته ماءً أكثر من حاجته، سوف يختنق جذره." 🌱 د.نور النومان
❤️ 👍 33

Comments