
د.نور النومان / استشارية تربوية ونفسية.
May 24, 2025 at 02:06 PM
لقد أضحى مصطلح "تمكين المرأة" شعارًا متداولًا في أغلب الخطابات المعاصرة، لكننا بحاجة إلى وقفة تأمل..
أي تمكين نقصد؟ ولمن تكون الثمار الحقيقية؟
من حيث الظاهر، يُروّج التمكين كوسيلة لتحرير المرأة وإعطائها فرصًا متكافئة، لكن عند التعمق نجد أن هذا التمكين — بصيغته الرائجة — لا يخدم المرأة بل يخدم عجلة الاستهلاك والرأسمالية الإنتاجية.
إن إدخال المرأة في سوق العمل دون تهيئتها وتعريفها بما يلائم فطرتها ووعيها بأولوياتها، جعل منها جزءًا فاعلًا في الآلة الإنتاجية الحديثة، فباتت مستهلكة ومنتجة في آن واحد:
تُنتج الربح لأرباب الشركات،
وتُستهلك نفسيًا وجسديًا واجتماعيًا مقابل أحور لا تساعد على ترميم ما تصدع فضلا عن تنميته.
وبينما تكسب المؤسسات والأسواق، تخسر المرأة وقتها، واستقرارها، وأحيانًا هويتها الفطرية.
تشير دراسة صادرة عن منظمة العمل الدولية إلى أن النساء في بيئات العمل الحديثة أكثر عرضة للتوتر بنسبة 40% مقارنةً بالرجال، بينما أظهرت إحصائية إقليمية في الشرق الأوسط أن:
74% من النساء العاملات يشعرن بتقصير تجاه أسرهن.
66% يعانين من أعراض الإرهاق النفسي المزمن.
فهل هذه هي المكاسب التي وُعدت بها المرأة؟
نحن لسنا ضد تطور المرأة ولا ضد عطائها ، بل نحن مع تمكين متوازن، يُعيد للمرأة قدرتها الحياة مع مبادئها وأخلاقها ، لا أن تكون أداة في نظام لا يراها إلا كرقم إنتاجي أو شريحة استهلاكية.
نحن مع التمكين الذي يعيد للمرأة:
حقها في العيش الكريم وفق شريعتها وفطرتها.
حقها في تربية أبنائها بعناية واطمئنان.
حقها في بناء ذاتها نفسياً وروحياً، لا فقط وظيفيًا.
إتاحة فرص في التعليم والعمل... دون التضحية بأنوثتها أو سكينتها.
إن التمكين الذي نؤمن به هو ذلك العمل والإنتاج الذي يُعزز هويتها الإسلامية والعربية ، ويمنحها القوة من الداخل، لا أن يسلخها عن رسالتها باسم "التحرر" و"المساواة".
كمختصة نفسية شهدت وسمعت الكثير، أقول مستعينة بالله: التمكين الذي لا يصون الدين والتوازن النفسي، هو استغلال مُقنّع.
د.نور النومان
❤️
👍
😮
23