
منتخب الفوائد
May 21, 2025 at 02:18 PM
٣٩- ولما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنا يمكن فيه العمل عادة، رعى الغنم لأهل مكة على قراريط، والقيراط جزء يسير من الدينار، نصف العشر أو ثلث الثمن منه، وقيمته في هذا الزمان عشرة ريالات تقريبا.
٤٠- ولما شب وبلغ الفتوة -عليه الصلاة والسلام- فكأنه كان يتجر مع السائب ابن أبي السائب، وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نِعمَ الشريك لا يداري ولا يماري.
٤١- وعُرِف النبي -صلى الله عليه وسلم- في معاملاته بغاية الأمانة والصدق والعفاف، وكان هذا هديه في جميع مجالات الحياة حتى لُقِبَ بالأمين -صلى الله عليه وسلم-.
٤٢- وكانت خديجة -رضي الله عنها- من أفضل نساء قريش شرفا ومالا، وكانت تعطي مالها للتجار يتجرون فيه على أجرة، فلما سمعت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- عرضت عليه مالها ليخرج فيه إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما أعطته غيره.
٤٣- وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع غلامها مَيْسَرة إلى الشام، فباع وابتاع وربح ربحا عظيما، وحصل في مالها من البركة ما لم يحصل من قبل، ثم رجع إلى مكة، وأدى الأمانة.
٤٤- وقص على خديجة -رضي الله عنها- غلامها ميسرة عظيم أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وصدقه وأمانته، ورأت خديجة -رضي الله عنها- هذا الصدق والأمانة ورأت البركة فيه فأعجبت به، فأرسلت له إحدى صديقاتها تعرض عليه الزواج فوافق -صلى الله عليه وسلم-
٤٥- ثم كلم أعمامه فخطبوها له إلى عمها عمرو بن أسد، فزوجها عمها بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في محضر من بني هاشم ورؤساء قريش، وكان الذي ألقى خطبة النكاح أبو طالب.
٤٦- وصداقها -أي: مهرها- عشرون بكرة، وقيل: ست بكرات.
٤٧- وتم هذا الزواج وكان عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- خمسا وعشرين سنة(٢٥)، وأما خديجة فالأشهر أن سنها كانت أربعين سنة(٤٠)، وقيل: ثمان وعشرين(٢٨).
٤٨- وكانت أولا متزوجة بعتيق بن عائذ المخزومي، فمات عنها، ثم تزوجها أبو هالة التيمي، فمات عنها أيضا بعد أن ترك له منها ولدا، ثم حرص كبار رؤساء قريش على الزواج منها فأبت حتى تزوجت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
٤٩- وهي أول أزواجه، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت، وكل أولاده منها إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية.
٥٠- أولاده منها: القاسم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله، وقد مات البنون كلهم صغارا، وأما البنات فقد أدركن زمن النبوة كلهن فأسلمن وهاجرن، ثم توفاهن الموت قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا فاطمة فإنها عاشت بعده ستة أشهر. -رضي الله عنهم-.