منتخب الفوائد
منتخب الفوائد
May 26, 2025 at 03:04 PM
تابع:. *(سلسة السيرة النبوية)* ٥١- ولما بلغت سن النبي -صلى الله عليه وسلم- خمسا وثلاثين سنة(٣٥)، جاء سيل جارف صدَّع جدران الكعبة. ٥٢- فاضطرت قريش إلى بنائها من جديد، وقرروا أن لا يدخلوا في نفقتها إلا طيبا، فلا يدخلوا فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد. ٥٣- وهابوا عقاب الله على هدمها، فقال الوليد بن المغيرة: إن الله لا يهلك المصلحين، ثم بدأ يهدم، فتبعوه في هدمها حتى وصلوا بها إلى قواعد إبراهيم. ٥٤- ثم بدأوا في بنائها، وخصصوا لكل قبيلة جزءا منها، وكان الأشراف يحملون الحجارة على أعناقهم، وكان معهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمه العباس -رضي الله عنه-. ٥٥- وتولى البناء بناءٌ رومي اسمه: باقوم. ٥٦- وضاقت بهم النفقة الطيبة عن إتمامها على قواعد إبراهيم، فأخرجوا منها نحو ستة أذرع من جهة الشمال، وبنوا عليها جدارا قصيرا علامة أنه من الكعبة، وهذا الجزء هو المعروف بالحِجر والحطيم. ٥٧- ولما وصل البنيان إلى موضع الحجر الأسود أراد كل رئيس من أشراف قريش أن يتشرف بوضعه في مكانه، فوقع بينهم التنازع والخصام، واستمر أياما، وكاد يتحول إلى قتال، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي، تداركها بحكمة فاقترح عليهم أن يُحَكِّموا أول رجل يدخل عليهم من باب المسجد، فقبلوا بذلك. ٥٨- وكان من قدر الله أن أول من دخل هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رأوه هتفوا وقالوا: هذا الأمين رضيناه. ٥٩- فلما أخبروه بالخبر، أخذ رداء، ووضع فيه الحجر الأسود، وأمرهم أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الرداء ويرفعه، فلما وصل الحجر الأسود إلى موضعه أخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده، ووضعه في مكانه، وكان حلا حصيفا رضي به الجميع ٦٠- ونشأ النبي -صلى الله عليه وسلم- سليم العقل، ومثالا يحتذى به في مكارم الأخلاق، ومحاسن الخصال، وبغَّض الله إليه الشرك وما كان عليه قومه من المعتقدات الخرافية والوثنية وأكل الحرام وشرب الخمر وغيرها، وأحاطه الله بالحفظ والرعاية.

Comments