الإعلام العبري/أمين خلف الله
الإعلام العبري/أمين خلف الله
June 11, 2025 at 05:56 PM
تحليل: مأزق التجنيد وورقة "حل الكنيست" في معركة بقاء الحكومة يكشف هذا التقرير عن عمق الأزمة التي تعصف بالائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي تتفاقم على خلفية قانون تجنيد الحريديم، وتُهدد بانفراط عقد الحكومة أو على الأقل زعزعة استقرارها. فيما يلي تحليل لأهم الأبعاد: --- 1. الخلفية: تجنيد الحريديم وقانون الإعفاء تمثل قضية تجنيد طلاب المدارس الدينية نقطة تصادم تاريخية بين المؤسسة العسكرية الإسرائيلية والمجتمع الحريدي. مع تضخم أعداد المعفيين من الخدمة، وتزايد العبء على الجيش، خصوصًا بعد حرب غزة 2023–2025، بات الجيش يطالب بمساهمة الحريديم في الخدمة العسكرية أو المدنية. يقترح يولي إدلشتاين (رئيس لجنة الخارجية والأمن) قانونًا مشددًا يتضمن عقوبات شخصية ومدنية على المتهربين من الخدمة. --- 2. موقف الأحزاب الحريدية: التردد والغضب أحزاب "شاس" و"ديجل هاتوراه" تحاول التوصل إلى "وثيقة تفاهم" تحفظ لها ماء الوجه، وتخفف من العقوبات. لكنها ترفض بشدة أن يتضمن القانون أهدافًا رقمية للتجنيد، وتعتبر ذلك تجاوزًا دينيًا وخطًا أحمر. الفصيل الحسيدي ("أغودات إسرائيل") يُهدد بالانسحاب في حال قُدمت تنازلات لا يقبلها، مما يشكل أداة ضغط على شركائهم في "يهدوت هتوراه". --- 3. ورقة "حل الكنيست": تهديد متبادل إدلشتاين يرفض الحوار مع الحريديم ما داموا يُهددون بحل الكنيست، ويراهن على دعم المستشارين القانونيين وخطاب الدولة. في المقابل، تستخدم الأحزاب الحريدية التهديد بالتصويت لصالح مشروع المعارضة لحل الكنيست كورقة ضغط على نتنياهو. لكن حتى في حال تمرير التصويت التمهيدي، فستبقى أمام المعارضة ثلاث قراءات أخرى، ما يمنح نتنياهو وقتًا للمناورة. --- 4. مواقف الجيش: الضغط يتصاعد الجيش يصرّح علنًا – عبر العميد شاي طيب – بأن الوضع الأمني يتطلب مشاركة أوسع في الخدمة، ويعتبر العقوبات الحالية غير فعالة. كما يشير إلى استحالة اعتقال عشرات الآلاف من المتهربين، ما يستوجب فرض عقوبات مدنية بديلة مثل المنع من السفر أو سحب الامتيازات. --- 5. دلالات المشهد السياسي نتنياهو يواجه هشاشة غير مسبوقة في ائتلافه، بين الضغوط الدولية والأمنية من جهة، والابتزاز السياسي الداخلي من جهة أخرى. أحزاب الحريديم تشعر أن نتنياهو "استيقظ متأخرًا"، ما قد يعني تراجع الثقة به كحامٍ لمصالحهم. المعارضة تحاول استثمار هذا التصدع، لكنها لا تملك حتى الآن قدرة حقيقية على إسقاط الحكومة دون تواطؤ بعض مكونات الائتلاف. --- خلاصة وتقدير موقف الأزمة الحالية حول تجنيد الحريديم تمثل أكبر اختبار لتماسك حكومة نتنياهو. الاحتمال المرجح في المدى القريب هو تسوية مؤقتة تؤجل العقوبات أو تخففها، بما يسمح ببقاء الائتلاف. ومع ذلك، فإن الشرخ بين المكون الصهيوني والمؤسسة الحريدية آخذ في الاتساع، وقد يتحول إلى أزمة انفجار في أي لحظة حرجة قادمة، خاصة مع استمرار استنزاف الجيش في غزة ولبنان.

Comments