
سعد بن حسين الأثري
May 31, 2025 at 03:24 AM
https://www.facebook.com/share/p/19QGZBzMyt/
أبو محمد الإربلي (594 ھ):
(فَاسْتَعْمِلِ الصَّبْرَ ..فعُقْبَىٰ صَبْرِكَ الظَّفَرُ)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْإِرْبِلِيُّ.
كَانَ فَاضِلًا فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ، فِي الْفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ، وَالْحِسَابِ وَالْفَرَائِضِ وَالْهَنْدَسَةِ وَالْأَدَبِ وَالنَّحْوِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِعُلُومِ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَمِنْ شِعْرِهِ الْحَسَنِ الْجَيِّدِ، قَوْلُهُ:
لَا يَدْفَعُ الْمَرَءُ مَا يَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ ...
وَفِي الْخُطُوبِ إِذَا فَكَّرْتَ مُعْتَبَرُ.
فَلَيْسَ يُنْجِي مِنَ الْأَقْدَارِ إِنْ نَزَلَتْ ...
رَأْيٌ وَحَزْمٌ وَلَا خَوْفٌ وَلَا حَذَرُ.
فَاسْتَعْمِلِ الصَّبْرَ فِي كُلِّ الْأُمُورِ وَلَا ...
تَجْزَعْ لِشَيْءٍ فَعُقْبَىٰ صَبْرِكَ الظَّفَرُ.
كَمْ مَسَّنَا مَرَّةً عُسْرٌ فَصَرَّفَهُ ...
صَرْفُ الزَّمَانِ وَوَالَى بَعْدَهُ يُسْرُ.
لَا يَيْأَسِ الْمَرْءُ مِنْ رَوْحِ الْإِلَٰهِ فما...
يَيْأَسْ مِنْهُ إِلَا عُصْبَةٌ كَفَرُوا.
إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الدَّهْرَ ذُو دُوَلٍ ...
وَأَنَّ يَوْمَيْهِ ذَا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ.
ا📚 البداية والنهاية (16/762)
قال ياقوت: ﺇﺭﺑﻞ: ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ ﺛﻢ اﻟﺴﻜﻮﻥ، ﻭﺑﺎء ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ، ﻭﻻﻡ، ﺑﻮﺯﻥ ﺇﺛﻤﺪ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﺘﺢ اﻟﻬﻤﺰﺓ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺃﻭﺯاﻧﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺃﻓﻌﻞ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﺣﻜﻰٰ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ: ﺃﺻﺒﻊ ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ.
ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﺭﺑﻞ ﻋﺮﺑﻴﺎ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ اﻷﺻﻤﻌﻲ: اﻟﺮﺑﻞ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ، ﺇﺫا ﺑﺮﺩ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺩﺑﺮ اﻟﺼﻴﻒ ﺗﻔﻄﺮ ﺑﻮﺭﻕ ﺃﺧﻀﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺮ، ﻳﻘﺎﻝ: ﺗﺮﺑﻠﺖ اﻷﺭﺽ، ﻻ ﻳﺰاﻝ ﺑﻬﺎ ﺭﺑﻞ، ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺭﺑﻞ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻔﺮاء: اﻟﺮﻳﺒﺎﻝ اﻟﻨﺒﺎﺕ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﻤﻠﺘﻒ اﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ اﻷﺭﺽ، اﺗﻔﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻮاﻡ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺐ، ﻭﺳﻌﺔ اﻟﻨﺒﺖ ﻣﺎ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ. ﺛﻢ اﺳﺘﻤﺮ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﺸﻬﻮﺭ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻤﻮا ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺑﻤﺎ اﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﺼﻠﻪ، ﻣﻦ ﺣﺮ ﺃﻭ ﺑﺮﺩ، ﻓﺴﻘﻂ ﺟﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ اﻟﺒﺮﺩ ﻭﺟﻤﻮﺩ اﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭاﻟﺮﺑﻴﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﺼﻴﻒ، ﻭﺻﻔﺮ ﺣﻴﺚ ﺻﻔﺮﺕ اﻷﺭﺽ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮاﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻭاﺣﺪ ﻣﺘﻮاﻝ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻭاﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﻲء ﺟﻤﺎﺩﻯ، ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﻪ ﺟﻤﻮﺩ اﻟﻤﺎء ﻭﺷﺪﺓ اﻟﺒﺮﺩ، ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺑﻴﻊ، ﺛﻢ ﺗﻐﻴﺮﺕ اﻷﺯﻣﻨﺔ ﻭﻟﺰﻣﻬﺎ ﺫﻟﻚ اﻻﺳﻢ،
ﻭﺇﺭﺑﻞ: ﻗﻠﻌﺔ ﺣﺼﻴﻨﺔ، ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻓﻲ ﻓﻀﺎء ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻭاﺳﻊ ﺑﺴﻴﻂ، ﻭﻟﻘﻠﻌﺘﻬﺎ ﺧﻨﺪﻕ ﻋﻤﻴﻖ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
ﻭﺳﻮﺭ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﻧﺼﻔﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻞ ﻋﺎﻝ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاﺏ، ﻋﻈﻴﻢ ﻭاﺳﻊ اﻟﺮﺃﺱ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻠﻌﺔ ﺃﺳﻮاﻕ ﻭﻣﻨﺎﺯﻝ ﻟﻠﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﻭﻫﻲ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻘﻠﻌﺔ ﺣﻠﺐ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻭﺳﻊ ﺭﻗﻌﺔ........
ﻭﻫﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺰاﺑﻴﻦ، ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﻤﻮﺻﻞ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻳﻮﻣﻴﻦ. ﻭﻓﻲ ﺭﺑﺾ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻠﻌﺔ، ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬا، ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ....
ﻭﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﻞ ﻏﻴﺮ ﺃﺑﻲ اﻟﺒﺮﻛﺎﺕ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻣﻮﻫﻮﺏ اﺑﻦ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ، ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻓﻲ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﺤﻘﻖ ﺑﺎﻷﺩﺏ، ﻣﺤﺐ ﻷﻫﻠﻪ، ﻣﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻟﻪ ﺩﻳﻦ ﻭاﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻭﺧﻠﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﻮﺯاﺭﺓ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺭﺑﻞ، ﻭﺃﻟﻒ ﻛﺘﺒﺎ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺸﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ، ﻭﻛﺘﺐ ﻟﻲ ﺑﺨﻄﻪ ﻋﺪﺓ ﻗﻄﻊ، ﻣﻨﻬﺎ:
ﺗﺬﻛﺮﻧﻴﻚ اﻟﺮﻳﺢ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻠﺔ ...
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻭﺽ ﻣﻄﻠﻮﻻ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺢ اﻟﻔﺠﺮ.
ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﺕ ﺩاﺭ، ﻭﻻ ﺷﻂ ﻣﻨﺰﻝ، ...
ﺇﺫا ﻧﺤﻦ ﺃﺩﻧﺘﻨﺎ اﻷﻣﺎﻧﻲ ﻭاﻟﺬﻛﺮ.
ا📚 معجم البلدان (1/ 137-138)
قلت: لإربل تاريخ كتبه المبارك بن أحمد بن المبارك ابن المستوفي و هو الذي ذكره ياقوت ..
قال الذهبي في ترجمته من التاريخ: (ﻭﺟﻤﻊ ﻹﺭﺑﻞ "ﺗﺎﺭﻳﺨﺎ" ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﻤﺲ ﻣﺠﻠﺪاﺕ). 📚 (14/255).
قلتُ: وهو مطبوع.
ا✍️ انتقاهُ: *أبوعبدالرحمن سعد بن حسين الأثري*
👍
1