
قبسات من معاني القرآن والسنة
May 22, 2025 at 03:37 AM
*واجبات الحج: الأول: الإحرام من الميقات:*
*(معنى الإحرام، المواقيت، إحرام من يتجه إلى المدينة، إحرام من يتجه إلى مكة ولم يمر بالميقات، إحرام من سافر بالطائرة)*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8tkcf5EjxtqTROPu2m
قال شيخنا العلامة الفقيه عبدالرحمن العدني رحمه الله:
*"قال[ابن سِعدي]: «والواجبات التي هي: الإحرام من الميقات»، ماهو الإحرام؟ نية الدخول في النسك، هذا ركن، لكن هناك واجب متعلِّق بالإحرام وهو أن يكون الإحرام من الميقات، والمواقيت على قسمين: مواقيت زمانية، ومواقيت مكانية.*
*المواقيت الزمانية: أشهُر الحج التي قال الله فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَات}[البقرة:197]، شهر شوال، وشهر ذي القعدة، والعشر من ذي الحجة، هذه أشهر الحج، بمعنى: لو أحرم الإنسان بالحج في آخر رمضان، قال: «أنا طالع عمرة وسأحرم من الآن للحج وسأبقى على إحرامي إلى يوم الحج، لا، مايصح له حج؛ لأن الحج لا يكون إلا في وقته".*
*"المواقيت المكانية خمسة عند الجمهور، مواقيت مكانية، يعني: هناك أماكن هي مواقيت لا يجوز لمن أراد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلا وقد أحرم:*
*الميقات الأول: ميقات ذي الحُليفة، الذي هو ميقات أهل المدينة ومن جاء من جهتهم، ويسمَّى اليوم: ب«آبار علي»".*
*"الميقات الثاني: الجُحفة، وقد خربت هذه القرية: قرية الجُحفة، وصار الناس يحرمون من مكان قريب من الجُحفة الذي يسمَّى اليوم: «رابغ»، هذا ميقات أهل الشام ومصر وأروبا ومن جاء من جهتهم".*
*"الميقات الثالث: ميقات قرْن المنازن، وهو ميقات أهل نجد والكويت ومن جاء من جهتهم... ويسمَّى اليوم: ب«السيل الكبير»".*
*"الميقات الرابع: يلمْلم، ويسمَّى ب«السَّعديَّة»، وهو ميقات أهل اليمن ومن جاء من جهتهم".*
*"فهذه هي المواقيت الأربعة المتفق عليها، وهناك ميقات خامس مختلف فيه، قول الجمهور: أنه ميقات أقَّته النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو ميقات ذات عِرْق، وهو ميقات أهل العراق وإيران ومن جاء من جهتهم".*
*"واجب على الحاج أن يحرم من هذه المواقيت، واجب وليس بركن، بمعنى: لو تجاوز هذا الميقات المكاني ولم يحرم إلا بعد مجاوزته ترك واجباً وحجُّه صحيح، فالواجب أن يحرم من هذا الميقات ولا يتجاوز هذا الميقات؛ لحديث ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يهلُّ أهل المدينة من ذي الحُليفة، وأهل الشام من الجُحفة، وأهل نجد من قَرْن المنازل، وأهل اليمن من يلمْلم، وقال: هن لهنَّ ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة». فمن أراد الحج أو العمرة في هذه السَّفرة متجهاً إلى مكة لحجٍ أو عمرة فواجب عليه أن يحرم قبل أن يتجاوز، ومن جاء براً أو جواً ولا يمر على هذه المواقيت فإنه يحرم إذا حاذاها".*
*"أصحاب الطائرة يعطوهم تنبيهاً أننا بعد خمس دقائق سنحاذي الميقات، عليهم أن يحرموا قبل أن يتجاوزا الميقات.*
*فالواجب على من اتجه إلى مكة ناوياً الحج أو العمرة أنه يحرم قبل مجاوزة هذه المواقيت المكانية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لمن أراد الحج أو العمرة».*
*ويُفهم من الحديث: أن من اتجه إلى مكة لزيارة أو لعلاج أو لتجارة لا يجب عليه الإحرام.*
*ويُفهم من الحديث: أنَّ ما يفعله أهل اليمن في غالب الحمَلات أنهم يخرجون من اليمن متجهين -أولاً- إلى المدينة النبوية، برنامج الرحلة أنهم يبدأون بالمدينة النبوية يبقون فيها أسبوعاً ثم يرجعون من المدينة إلى مكة، هل يجب على أصحاب هؤلاء، هذه الحافلات الذين يأخذون الخط الساحلي على جدة، ثم يواصلون إلى المدينة هم سيحاذون ميقات يلملم، أول ميقات يمر بهم، سواء كان في الجو أو كان بالبر أو كان بالبحر هو ميقات يلملم، لكنهم قد أخبروهم ببرنامج الرحلة وهم هنا في اليمن أن البدء سيكون بالمدينة، سنصل أولا إلى المدينة النبوية ثم نبقى فيها أسبوعاً ثم نرجع إلى مكة، هل يجب عليهم الإحرام؟ الجواب: لا؛ لأنهم عزموا البدء بالمدينة، ما عزموا في هذا التوجه الدخول إلى مكة وأداء الحج أو العمرة، قد تهيأوا على أن يبدأوا بالمدينة، لا بأس بذلك، والان عامة الحمَلات على هذا، عامة الحمَلات في اليمن تبدأ بالمدينة؛ لأجل الهروب من زحمة السكن وكذا، عندهم ترتيبات، وهذا لا بأس به كما أفتى بذلك العلماء".*
*"لا يجوز أن يتجاوز حتى يحرم، يعني: ينوي الدخول في النسك. ليس الإحرام هو لبس الملابس أو خلع الملابس، ممكن الذين يسافرون بالطائرة يقولون ماذا نفعل؟ ممكن يستعد يجعل الإزار جاهزاً تحت الثوب وهو بدون فنيلة، فإذا قيل له: بقي خمس دقائق حتى نحاذي ميقات يلملم؛ ممكن يخلع الثوب وهو جاهز، ولو صعد الطائرة وهو جاهز بالإزار والرداء كما يفعل عامة الناس يصعدون الطائرة وهم جاهزون من مطار عدن بالإزار والرداء، لا بأس؛ لأن الإحرام ليس هو في اللباس، الإحرام الذي هو ركن هو بالنية ينوي الدخول في النسك، إلى الان مانوى الإحرام، جاهز بالإزار والرداء للضرورة؛ لأنه في طائرة قد يشق عليه تغيير الملابس في الطائرة، لكن إذا سمع النداء في الطائرة: أننا الآن نحاذي ميقات يلملم؛ عليه أن ينوي الدخول في النسك، ولا يجوز أن يؤخر بحجة أنه في الطائرة، كثير من الناس يجهل هذا فيؤخرون الإحرام إلى وصولهم إلى مطار جدة، بعدما ينزلون في مطار جدة يدخلون الحمامات ويتروشون ويلبسون الإزار والرداء، هذا خطأ، هذا حرام لا يجوز، وعند جمهور أهل العلم يوجبون عليهم فدية، وبعضهم يأمره يرجع من جدة إلى يلملم، يقول: ارجع إلى يلملم؛ لأن هذا هو ميقاتك".*
(شرح منهج السالكين، كتاب الحج، صوتية٨٨، د: ٢٠.٠٣).