غايـة.
غايـة.
May 15, 2025 at 12:14 PM
قرأتُ للجاحظ تعبيرًا بليغًا في (خطورة المعنى الفاسد) ثم ختمه بقوله، كما ظهر لي في المنشور: "ولو جالستَ الجُهّال والنُوكَى – يعني الحمقى – والسخفاء، شهرًا فقط، لم تنقّ من أوضار كلامهم وخبال معانيهم، بمجالسة أهل العقل دهرًا؛ لأن الفساد أسرع إلى الناس، وأشدّ التحامًا بالطبائع." فإذا بفكري يجول حول بعض المشاهير ومستنقعاتهم! فقد رأيتُ أثر ذلك أيما أثر؛ فوالله ما إن يتابع أحدهم بعض أولئك السَّقَطَة، الفارغين من كل معنى ومبدأ، حتى يغدو مثلهم أو تظهر عليه مَسحة من أفعالهم، ولو كان من أرقى العائلات وأحرصها- إلا من رحم ربي-، إذ أن تأثير المشاهير يتغلغل في عروق المرء ويجري فيه كما يجري الدم، أتُحسّ بتدفّق الدم في عروقك؟ -كذلك لا تُحسّ بتأثيرهم؛ لأنه يكون رويدًا رويدًا، يقتل فيك طبائع نبيلة شريفة، وينمّي فيك ميولًا خسيسة وضيعة، وإن لم تتفقّد نفسك! وتنأَ بها عن متابعتهم، فما أسرع انزلاقك إلى مستنقعهم! والحديث ذو شجون، ولو تحدّثت فيه حتى يشفى غليلي وتنفد طاقتي لطال عليكم ولأَمْلَلْتُكم(: ولكن حسْبُكم إدراك خطورة المتابعة، والتنبه، والحرص على إخوانكم وأهليكم وأطفالكم... ونسأل الحفيظ أن يحفظنا وإياكم وأهلينا من هذه الانتكاسة… انتكاسة القيم والمبادئ والطبائع.
❤️ 2

Comments