الحزب الشيوعي السوداني Sudanese Communist Party
الحزب الشيوعي السوداني Sudanese Communist Party
May 31, 2025 at 10:54 AM
https://www.facebook.com/SudaneseCommunistParty/posts/pfbid0YScgtby7dbNtjyg9xgyrb3D25qmjknJebYrtgLq698P6Nrno8eQMdkekvXhqSAmdl #كلمة_الميدان: بين نيران الحرب ووباء الكوليرا السودان في مهب كارثة مزدوجة الميدان 4324،، الخميس 29 مايو 2025م. وسط مشهد دموي يزداد قتامة كل يوم، يجد المواطن السوداني نفسه محاصرًا بين نيران حرب لا ترحم، ووباء قاتل يتفشى بصمت، في ظل صمت دولي ومحلي مخزٍ. فبينما تنهار مؤسسات الدولة واحدة تلو الأخرى تحت وطأة الحرب، تنهار معها منظومة الصحة العامة، لتفتح الباب واسعًا أمام الكوليرا لتنهش أجساد الفقراء والنازحين والمرضى، دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنًا. في تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، تم التأكيد على أن النظام الصحي في السودان على شفا الانهيار التام، في وقت تشهد فيه البلاد واحدة من أسوأ موجات النزوح في تاريخها الحديث. هذا الواقع المُفزع يجد صداه كذلك في بيانات اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء والجبهة الديمقراطية للمحامين، التي كشفت عن تفشي وباء الكوليرا في خمس ولايات، وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي في كافة أنحاء البلاد. ورغم أن الكوليرا من الأمراض القابلة للسيطرة عبر التدخلات السريعة والفعّالة، إلا أن غياب الإرادة السياسية، وانشغال سلطات الأمر الواقع بتكديس السلاح وتجنيد المليشيات، جعل من الوباء كابوسًا حقيقيًا يفتك بالمواطنين بلا رحمة. ففي مدينة أم درمان وحدها، سُجّلت أكثر من 1335 حالة إصابة مؤكدة، وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية وأدوية الطوارئ، وشُح في الكوادر الصحية، وندرة في مصادر المياه النظيفة، بل وغياب شبه كامل لوسائل التعقيم. أما عدد الوفيات، فقد تجاوز حاجز الألف، توزعت بين الخرطوم، وأم درمان، وشمال كردفان، ونهر النيل، والولاية الشمالية، وولاية الجزيرة. أرقام مرعبة تعكس حجم الكارثة، وتُظهر كيف تحوّل الجسم الطبي إلى خط الدفاع الوحيد في وجه الوباء، مدفوعًا بروح التطوع والصمود، رغم المخاطر الجسيمة والظروف غير الإنسانية. لكن هذه ليست مجرد أزمة صحية؛ إنها انعكاس صارخ لانهيار شامل، لحرب اختارت تدمير الحياة بدلًا من صونها، ولواقع لا يعترف بحق المواطن في البقاء حيًا. لقد كانت المستشفيات تُقصف من قبل، واليوم تُترك لتنهار من الداخل، بلا أدوية ولا كوادر ولا كهرباء. وبينما تتزايد أعداد الضحايا، يظل خطاب السلطة منصرفًا إلى معارك السيطرة والتجنيد، دون أي اعتبار لحياة المدنيين. إن الكارثة الصحية التي يعيشها السودان اليوم تستدعي تحركًا عاجلًا على عدة مستويات. بداية، بإعلان حالة طوارئ صحية في جميع المناطق المتضررة، وفتح مراكز عزل وعلاج ميدانية مدعومة دوليًا. كما يجب تكثيف حملات التوعية، والرش البيئي، وتوفير أدوات الوقاية ومياه الشرب النقية، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية. التحرك الشعبي مطلوب أيضًا، خصوصًا في ظل ضعف الدولة. المبادرات المجتمعية، لجان المقاومة، الاتحادات المهنية، والجاليات السودانية في الخارج، جميعها مدعوة للتكاتف، وتوجيه الموارد نحو دعم الجهود الصحية في الداخل، وتوفير الأدوية والمحاليل الوريدية وأدوات التعقيم. إننا نواجه كارثة صحية غير مسبوقة، تُضاف إلى جراح الحرب والفقر والنزوح. لكننا نؤمن أن صمود الكوادر الطبية، وتماسك المجتمع، يمكن أن يكونا جدار الصد الأخير في وجه هذا الوباء. فالحرب لا تقتل وحدها، بل يقتل أيضًا الإهمال، والصمت، والتقاعس. والسودان، الذي قاوم من قبل الاستعمار والدكتاتورية، قادر أن يتغلب على الكوليرا.. بشرط أن نتوحد، وأن لا ننتظر الإنقاذ من سلطة غارقة في العجز والتواطؤ. ........................... - قناة الحزب الشيوعي السوداني على التيلغرام: https://t.me/SudaneseCommunistParty_SCP - صفحة الحزب الشيوعي السوداني على الفيسبوك: https://www.facebook.com/SudaneseCommunistParty/ - قناة الحزب الشيوعي السوداني على الواتساب: https://whatsapp.com/channel/0029Va7FXjN1SWsxgtSb6907 - قناة الحزب الشيوعي السوداني على اليوتيوب: http://www.youtube.com/c/SudaneseCommunistParty
👍 ❤️ 9

Comments