. *استشراف مستقبل* التعليم والتدريب والتطوير حتى عام 2030 بحلول عام 2030 مشهد تعليمي وتدريبي أكثر ذكاءً وتفاعلية وشخصنة (2) 🖊️ كتب د. أحمد صالح البدري* بحلول عام 2030، لن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل سيصبح نسيجًا متكاملًا في العملية التعليمية والتدريبية. سنتجاوز فكرة الأنظمة الشخصية الأولية إلى معلمين افتراضيين أذكياء قادرين على فهم الاحتياجات المعرفية والعاطفية للمتعلمين بشكل عميق. هؤلاء المعلمون الافتراضيون سيقدمون توجيهًا فرديًا فائق الدقة، ويصممون مسارات تعلم ديناميكية تتطور باستمرار بناءً على تفاعلات المتعلم وتقدمه. سوف نشهد ثورة في تصميم المناهج، حيث ستعتمد بشكل كبير على تحليلات البيانات الضخمة المستخلصة من تفاعلات المتعلمين. سيتم تصميم المحتوى التعليمي بشكل модуلاري للغاية، مما يتيح للمتعلمين تجميع المعارف والمهارات التي يحتاجونها بالضبط، تمامًا كما يقومون بتجميع تطبيقات على هواتفهم الذكية. التدريب والتطوير: من المهارات الصلبة إلى القدرات التكيفية في عالم يمتاز بالتغير السريع، ستتحول بؤرة التدريب والتطوير من مجرد اكتساب المهارات التقنية الصلبة إلى تنمية القدرات التكيفية والمهارات الحياتية الأساسية مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات المعقدة، والإبداع، والتواصل الفعال، والذكاء العاطفي. ستصبح منصات التدريب الرقمية فائقة التخصص هي القاعدة، حيث تقدم تجارب تعلم مخصصة للغاية لمختلف الصناعات والأدوار الوظيفية. ستعتمد هذه المنصات على مزيج من المحاكاة المتقدمة التي تتجاوز الواقع الافتراضي ليشمل الواقع المختلط والحواس المتعددة، والتلعيب المفرط الذي يحول عملية التعلم إلى تجربة جذابة ومحفزة. سيزداد التركيز على التعلم المستمر مدى الحياة وإعادة تأهيل المهارات (Reskilling and Upskilling) بشكل كبير. ستقدم الشركات والمؤسسات التعليمية باقات تعلم مرنة تتيح للموظفين والمهنيين اكتساب مهارات جديدة بسرعة وفعالية لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة. وسائل التواصل الاجتماعي: فضاءات للتعلم التعاوني اللامحدود بحلول عام 2030، ستتجاوز وسائل التواصل الاجتماعي دورها الحالي لتصبح بيئات تعلم اجتماعية غامرة. ستظهر منصات متخصصة تجمع بين عناصر التواصل الاجتماعي والتعلم التفاعلي، مما يتيح للمتعلمين التعاون في مشاريع معقدة عبر الحدود الجغرافية والثقافية. ستصبح المجتمعات التعليمية الافتراضية نابضة بالحياة، حيث يتبادل المتعلمون المعرفة والخبرات والموارد، ويقدمون الدعم لبعضهم البعض. سيساهم المؤثرون التعليميون (Edfluencers) في إثراء المحتوى التعليمي وتقديم وجهات نظر متنوعة ومبتكرة. الاندماج والتحول: نحو منظومة تعليمية متكاملة وذكية بحلول عام 2030، سنشهد اندماجًا حقيقيًا بين التقنيات المختلفة لخلق منظومة تعليمية وتدريبية متكاملة وذكية. ستتفاعل أنظمة الذكاء الاصطناعي بسلاسة مع منصات التعلم الرقمية وتجارب الواقع الغامر ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يخلق تجربة تعلم فريدة وشخصية لكل متعلم. سيتطلب هذا التحول إعادة التفكير في نماذج التقييم التقليدية، والتحول نحو تقييمات مستمرة وشاملة تركز على اكتساب المهارات والكفاءات الحقيقية. كما سيتطلب تطوير بنية تحتية تكنولوجية قوية تضمن الوصول العادل للجميع إلى هذه الفرص التعليمية المتقدمة. تحديات وفرص مستقبلية: مع هذه التطورات المثيرة، ستظهر تحديات جديدة تتطلب حلولًا مبتكرة. من بين هذه التحديات: * ضمان الخصوصية والأمن للبيانات التعليمية الضخمة. * تطوير معايير أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. * تأهيل المعلمين والمدربين لاكتساب مهارات التعامل مع التقنيات الجديدة. * سد الفجوة الرقمية وضمان تكافؤ الفرص للجميع. في المقابل، تحمل هذه التطورات فرصًا هائلة لتحقيق تحول جذري في طريقة تعلمنا وتدريبنا وتطويرنا. يمكننا أن نتوقع: * زيادة كبيرة في فعالية وكفاءة العملية التعليمية والتدريبية. * توفير تجارب تعلم أكثر جاذبية وتفاعلية وشخصية. * تمكين المتعلمين من اكتساب المهارات والمعارف التي يحتاجونها في أي وقت ومكان. * بناء مجتمعات تعلم عالمية تعزز التعاون وتبادل المعرفة. بحلول عام 2030، سيكون التعليم والتدريب والتطوير قد تجاوزا المفاهيم التقليدية ليصبحا تجارب ديناميكية وذكية وشخصية، تمكن الأفراد والمؤسسات من الازدهار في عالم يتسم بالتعقيد والتغير المستمر. ——————— *رئيس البورد العربي للاستشارات والتدريب الأمين العام للمنظمة الدولية للطب البديل والتكميلي 18 مايو 2025 - الكويت 🇰🇼 https://wa.me/message/JNSM56XCE5ZWK1