قناة أحمد بن يوسف السيد
قناة أحمد بن يوسف السيد
May 26, 2025 at 03:07 AM
نسأل الله العلي العظيم الذي لا يضل ولا ينسى سبحانه جلّ شأنه؛ كما أوقع المجرمين من مرتكبي مجزرة الحولة في قبضة إخواننا في سوريا بعد 13 عاماً من ارتكابها، نسأله سبحانه أن يوقع المجرمين من مرتكبي مجازر غزّة تحت أقدام عباده الصالحين الصابرين الثابتين، وما ذلك على الله بعزيز. —- كم حفرَت مجزرة الحولة في النفس والقلب آلاماً عميقة، ومهما كتبنا عنها وعن أخواتها خلال السنوات الماضية فقد كانت أشد مما يُكتَب. —- لكن.. حين كانت السكاكين تمر على رقاب الأطفال في تلك المجزرة وكان الناس يصرخون حينها "أين أنتم يا عرب" كما يصرخ أهل غزة اليوم، من كان يظن أن عجلة الزمان ستدور على الباغين؟ من كان يتوقع أن منفذيها سيُسحقون ويُقادون اليوم إلى مسرح الجريمة ليتحدثوا بكل ذلٍّ عما فعلوا من قتل الأطفال النساء والعوائل والتنكيل بهم والتشويه؟! لم يكن يتوقع ذلك إلا من كان موقنا بالله مدركاً لسننه وأيامه في وقتٍ كان المجتمع الدولي يتعامل فيه مع بشار على أنه أمر واقع وبدأت بعض الدول بإعادة تعويمه وتدويره. —- ولكن.. علينا أن نتفكر جيداً، لماذا تتكرر مجازرنا ويتكرر الخذلان والصمت والتآمر؟ وإلى متى يظل تفاعل المسلمين مع قضاياهم عابراً مؤقتاً بقدر قوة الصورة وهالتها ثم يعود الأغلب إلى حياتهم مأسورين مقيدين بأثقالها وقيودها الحديثة؟ متى يتفرغ أبناء الإسلام للعمل للإسلام بالقدر الذي يرتهنون فيه لمتطلبات الدراسة والوظيفة والحياة البئيسة؟ وهل الحياة الحديثة بهذا القدر من السعادة والجمال الذي يستحق كل هذه الأعمار التي تضيع بلا فائدة؟ أم أن الكل يشقى في الاستعداد لمستقبل حياته ثم يتفاجأ بالشقاء بعد ذلك، ثم يورث هذا الشقاء لأبنائه في استسلام عجيب وارتهان مخيف؟ ما بال أمة محمد ﷺ؟ —- هذا وإنّه بفضل الله تعالى قد وُجد من أبناء الأمة من تنبه لكل ذلك؛ فبدأوا برسم معايير الحياة لأنفسهم من جديد، وتبرأوا من معايير البؤس والشقاء المفروضة على العالم، وباتوا يصنعون معاييرهم الخاصة المستقاة من المنهاج الأعظم، ليعودوا ثم يُعيدوا الأمة إلى سابق مجدها وعزها.. —- اللهم انتقم من مرتكبي مجازر غزة وممن شاركهم وأعانهم وزيّن لهم وأمدّهم، اللهم وانتقم ممن ضيق على أهل غزة وزاد من معاناتهم ومأساتهم. — والله حسبنا ونعم الوكيل.
❤️ 🤲 👍 😢 💔 🤍 🇸🇾 🥺 💚 1.2K

Comments