#أهمّ_أسباب_تحصيل_العلم 1) تزيين الباطن، أي: تطهيرُ القلب من نجاساته، لأنه محلّ العلم، فلا يصلح لحمل العلم محلٌّ متنجّس بالشبهات والشهوات متكدّر بها، لأن العلمَ جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النقيّ النظيف؛ فيجب غسله وتنظيفه مما علق به من الأدران والأوساخ، ليستقرّ العلم فيه ويثبتَ ويتمكّن، وبحسب طهارته تزداد قابليّته للعلم ورغبته فيه، وينتفع به صاحبه؛ وبحسب نجاسته ينفر العلمُ منه ويرتحل، ويُضِرّ بصاحبه ولا ينفع... 2) الإخلاص مع الصدق، فالأول: توحيد للإرادة، والثاني: توحيد للمراد، -قاله ابن القيّم- فهما -أُخَيّ طالبَ العلم- أساسُ قبول الأعمال وسلّم وصولها..، وما وصل من وصل من السلف الا بالحرص عليهما وتحقيقهما.. واعلم أن المرء إنما ينال العلم على قدر اعتنائه بإخلاصه وصدقه.. ومن قصّر وفرّط فيهما فاته خير كثير وعلم غزير.. 3) جمع النفس عليه، بأن تجعل العلمَ -وحده- همَّك، فمن كثرتْ عليه الهموم: تشتّت ذهنه وتفرق فكره وضعف تركيزُه..، فيضيع ويتيهُ ولا يخرج بطائل؛ فاجمع همّتك على العلم دون غيره، وذلك بالاشتغال بما ينفع مادةً ومنهجاً: بترك ما لا ينفع من العلم، والتدرّجِ في التحصيل بالبداءة بالأهمّ فالأهمّ..، مع تعظيم أمره في القلب، والحرص والإقبالِ بكليتك عليه، واغتنام الأوقات وصرفها فيه، والجدِّ والاجتهاد في إعلاء الهمّة بالنظر إلى حال من سبق، والتعرّفِ على هممهم..، مع الاستعانة بالله واللجوء إليه في ذلك كلِّه.. 4) المصابرة على تحصيله، حفظاً وتفهّماً ومدارسةً وتدريساً..، والتصبر على الصبر، وبذلُ قصارى الجهد في حمل النفس على المواظبة والمداومة، مع لزوم التأنّي وترك العجلة، ف"قد يدرك المتأني بعضَ حاجته ^ وقد يكون مع المستعجل الزللُ. ومعلوم باتفاق العقلاء ان كل أمر عظيم جليل لا يدرك الا بالصبر. وبالصبر تخرج من معرّة الجهل وقبحه، وتدرِكُ لذةَ العلم وحلاوته.. (ولا يستطاع العلم براحة الجسم). 5) التأدّب بآدابه المعروفة، كتوقير الشيخ، واحترام الأقران، وتعظيم سائر العلماء، وإحسانِ الظنّ بهم، واتهام النفس بالتقصير، وردّ ما أشكل إليهم، وصيانةِ العلم ورعايته مما يقدح فيه بسببك، مع إجلال مجالس العلم وكتبه والواحه وسائر أوعيته، والدفاع عنه وعن أهله بما أمكن من الوسائل وتيسر.. فالأدب من أعظم أسباب السعادة، وقلة الأدب بالعكس... فلا تزهدنّ في تحقيقها، وإياك أن تقلّل من شأنها، فذاك عين الحرمان!. 6) مصاحبة الصالحين أهلِ الهمم العالية من الأقران وملازمتهم، فالطالب محتاج إلى رفقة مجدة تشاركه ما يصبو إليه، وتعينه إذا فتر، وتنبّهه إذا غفل، وتذكّره إذا نسي.. وإياك واهلَ البَطالة والكسل..