
قناة موسى بن محمد الدخيلة
May 26, 2025 at 10:00 AM
#لطيفة_وتصحيح_مفهوم
حال الإخوة العوامّ في التأدّب وإظهار الاحترام لطلبة العلم الدعاة إلى الله تعالى -عند مناداتهم أو الكلام عليهم- على مراتب مختلفة متفاوتة، وهي ثابتة عندي بالاستقراء والتتبع والمشاهدة منذ صغري، وكل ما سيأتي قد سمعته بأذني سنوات طويلة، بل كنت متلبّساً به في بعض المراحل.
-الصنف الأوّل: الشديد القويّ الحااارّ في (المنهج) على الجادّة -في ظنّه- ، هذا الصنف ينادي الدعاةَ إلى الله ويتحدّث عنهم باسمهم مجردًا: (فلان زيد عمر…) -ولو كانوا متمكّنين في الفنون والعلوم كلها، ولو استغرقوا في دعوتهم عشرات السنين!- ظناً منه أن الألقاب لا تكون إلا للعلماء الكبااار الراسخين، وأنه لا يغترّ بالدعاة، وإنما يستأنس بهم في الحضور لخطبهم ودروسهم، مع التعقيب والاستدراك عليهم في نفسه…
-الصنف الثاني: دون الأوّل قليلًا، حيث يُظهر شيئًا من التمييز بين الدعاة والعامة؛ فينادي الداعية بالأخ فلان، والعامي بفلان مجردة، كأنه ليس أخاً!!!، يقول: صلينا عند الأخ فلان وحضرنا درس الأخ فلان…، فيزيد على الصنف الأول كلمةَ "الأخ"؛ لنفس الاعتبار عند الأوّل .
-الصنف الثالث: دون الثاني قليلًا، -مع قوته في المنهج وتمييزه بين العلماء ومجرد الدعاة في ظنّه- حيث يقول: (سي فلان…)
الصنف الرابع: دون الثالث قليلًا ، ويعتبره الأوّلُ متميعاً؛ لأنه يقول: (الأستاذ فلان…)
-الصنف الخامس: يعتبر متميعاً متهاوناً متساهلًا جاهلًا بالمنهج -عند كلّ مَن سبق من الأصناف- بل ربما يُخرَج من المنهج، وهو الذي يقول: (الشيخ أو الفقيه فلان…)
-ثم ظهر صنف جديد معاصر بأَخِرةٍ، (متفتح مثقف ذكيّ) يتحاشى ذلك كله، فيقول: سيدي فلان أو مولاي… حذراً من ان يصفه بلقب علميّ!؛ لأسباب مختلفة ودوافعَ متنوعة؟!
وغفل أكثرُ هؤلاء الأصناف عن أنّ هذه الألفاظَ يختلف معناها بحسب الأعراف زماناً ومكانًا…
ولذا يقول العوامّ عندنا -في عرفنا المغربيّ- لإمام المسجد : الفقيه، وبعض أهل العرف يقولها لكل من يحفظ القرآن، وتقول العامة عندنا: لكل خطيب أو واعظ: أستاذ، بل تقولها: لكلّ من أرادوا إظهار احترامه. وليس فيها -في نفوسهم- مبالغة ولا غلوّ !.
والعرفُ عند غيرنا من البلاد، كمصر وتونس والجزائر والسعودية أن الشيخ تقال: لكلّ هؤلاء المذكورين؛ فهي بمعنى الفقيه والأستاذ عندنا، بل تقال في السعودية وما جاورها: لكل من أرادتْ إظهار احترامه، ولو لم يكن طالب علم…
فالحاصل: ان هذه الألفاظ يجب ان يراعى فيها الاستعمال العرفي لا اللغويّ ولا الاصطلاحي الخاصّ.
وحاصل الحاصل: أنّ أهل العرف العوامّ عندنا أكثر إظهاراً للأدب والاحترام والتقدير لطلبة العلم الدعاة إلى الله -بلا غلوّ ولا إفراط- من كثير من إخواننا الظانّين أنهم على علم وتمييز وجادّة وقوة في التديّن والمنهج…
❤️
👍
😮
27