شيري الحمادي - كن ايجابي ✨☕️
شيري الحمادي - كن ايجابي ✨☕️
May 19, 2025 at 04:20 AM
‏ في حاره من حارات الرياض القديمه كان فيه شاب اسمه فهد، عمره ما وصل العشرين، قلبه أبيض زي الثوب الجديد، ودايم يحلم يصير شي كبير. فهد كان عينه على السفر لـ لندن، يبي يدرس هناك ويصير مهندس يبني ناطحات سحاب من يوم كان صغير، وهو يجمع مصروفه، ويحلم باليوم اللي يركب الطياره يشوف الضباب اللي يحكون عنه، ويجلس في كوفي على نهر التايمز. كل يوم، بعد صلاة المغرب، يجلس فهد مع أبوه، أبو عبدالله، في المجلس، ويحكي له عن حلمه. "يا يبه، لو أدرس في لندن، بصير زي فلان وفلان ، وبشتري لك موتر جديد، وبنروح الحج سوا!" أبو عبدالله يبتسم، يربت على كتف ولده، ويقول: "يا فهد، ادع ربك، وهو بيختار لك الخير." بس فهد، زي أي شاب في عمره، كان قلبه معلّق بالحلم، وما يشوف غيره. سنه ورا سنه ، وفهد يحاول. يقدّم على الجامعات، يراسل مكاتب، يعبّي أوراق، بس كل مره يصير شيء. مره يقولون له: "المنحه خلّصت." مره ثانيه : "الفيزا تأخرت." ومره ثالثه ، المبلغ اللي جمعته ما كفى إلا لنص التذكره فهد بدأ يحس باليأس، يقول في نفسه: "ليه يا رب؟ وش سويت؟ أنا بس أبي أصير شيء وأفرّح أهلي!" كان يجلس على الرصيف قريب بيتهم، يطالع السماء، ويدعي، بس في قلبه حزن في يوم من الأيام، وهو جالس مع أخوه الصغير نواف، سمعوا عن معرض وظايف في مركز المعارض بالرياض. فهد ما كان متحمس، لأن قلبه لسا معلّق بلندن، بس نواف قال له: "يلا ، تعال نروح، يمكن نلقى شيء زين!" راحوا سوا، وهناك، شاف فهد شركه كبيره تبحث عن شباب يشتغلون في مشروع ضخم، مشروع بناء مدينه جديده في شمال المملكه. فهد قدم أوراقه، وهو يفكر: "هذا مؤقت، بس عشان أجمع فلوس وأروح لندن." بعد أسبوع، اتصلوا فيه. "يا فهد، إنت مقبول! نبيك تبدأ معانا الشهر الجاي." فهد فرح، بس فرحته كانت نص نص، لأنه يقول في نفسه: "طيب، وين لندن عن هالمشروع؟" راح لأبوه، وقال: "يبه، وش رايك؟ أقبل ولا أصبر؟" أبو عبدالله قال: "يا ولدي، الرزق من الله، روح وتوكل على ربك." بدأ فهد الشغل، ومن أول يوم، حس بشيء غريب. المشروع كان يحتاج شباب زي فهد، عندهم طاقه وأفكار. المشرفين شافوا فيه ذكاء ونشاط، وصاروا يعطونه مهام أكبر. بعد ستة أشهر، صار فهد مسؤول عن فريق صغير، وهو لسا في أول مشواره! كل يوم يرجع البيت، يحكي لأمه ولأبوه عن اللي صار، وكيف إنه بدأ يحب شغله. المشروع كان ينمو، والشركه بدت تعطيه دورات تدريبيه ، وصار يتعلم أشياء ما كان يحلم يعرفها. سنتين مرّوا، وفهد صار من أهم الشباب في المشروع. في يوم، جاه مديره، وقال: "يا فهد، الشركه عندها مؤتمر في لندن الشهر الجاي، ونبيك تروح معانا، عشان تقدم عرض عن المشروع." فهد طالع في مديره، وكأن الدنيا وقفت! لندن؟ اللي كان يحلم فيها؟ بس هالمره ، ما كانت مجرد حلم شباب، كانت فرصه حقيقيه ، وهو رايح وهو قوي، ناجح، ومعه إنجاز يقدمه. راح فهد لندن، وهناك، وهو جالس في كوفي على نهر التايمز زي ما كان يحلم، ابتسم وقال في نفسه: "سبحانك يا رب، أنا كنت أبي أجي هنا بطريقتي، بس إنت اخترت لي طريق أحسن." لمّا رجع الرياض، شاف أبوه في المجلس، وقال: "يبه، الحمد لله، ربي عطاني أكثر مما طلبت." ومن يومها، صار فهد كل ما يشوف عقبه في حياته، يبتسم ويقول: "ما يحرمني ربي من شيء، إلا عشان يعطيني شيء أزين." "يحرمك الله شرا تريده، ‏ليعطيك خيرا أراده لك .!" 🤍

Comments