شيري الحمادي - كن ايجابي ✨☕️
شيري الحمادي - كن ايجابي ✨☕️
June 11, 2025 at 09:29 AM
‏الإبتلاء الذي كشف لكَ الكثير مِن حولك لم يكُن صدفة بل كان هدية من الله." إن الابتلاء، يا صديقي، ليس مجرد لحظة عابرة من الألم أو التحدي، بل هو مرآة تعكس لنا حقيقة من حولنا وحقيقة أنفسنا. كم من وجوه بدت لنا مألوفة، قريبة، صادقة، فإذا بالابتلاء يكشف زيفها أو يبرز نقاءها! وكم من قلوب ظنناها بعيدة، فأظهرت لنا الابتلاءات مدى قربها ووفائها! إنها لحظات تُصفّي النفوس، وتُنقّي القلوب، وتُعيد ترتيب الأولويات في حياتنا. إنها، كما وصفتَ، هديةٌ إلهية، لأنها تأتي لتعيدنا إلى جادة الصواب، لتذكرنا بضعفنا البشري وبحاجتنا الدائمة إلى الله. تأمل معي، كيف أن الابتلاء يشبه الريح التي تهب على الشجرة فتهزها، فتسقط الأوراق اليابسة وتبقى الأغصان القوية. هكذا هي حياتنا، فالابتلاء يهزنا، يختبر صبرنا، يمتحن إيماننا، لكنه في النهاية يتركنا أقوى، أنقى، وأكثر وعيًا بمن حولنا وبأنفسنا. إن الله، بعطفه وحكمته، يختار لنا الابتلاءات ليعلمنا دروسًا لا نستطيع تعلمها في أوقات الراحة والرفاهية. ففي الضيق تتضح الرؤية، وفي الألم تنمو الحكمة، وفي الخسارة نجد أحيانًا أعظم المكاسب. ولعل من أجمل ما في هذا القول أنه يذكرنا بأن لا شيء في هذا الكون يحدث عبثًا. كل لحظة، كل تجربة، كل دمعة، وكل ابتسامة، هي جزء من خطة إلهية محكمة، تهدف إلى صقلنا ورفعنا درجات. فالابتلاء الذي يكشف لنا حقيقة من حولنا ليس عقابًا، بل هو عطاءٌ من الله، يريد به أن يحمينا من الغفلة، وأن يقربنا إليه، وأن يجعلنا نرى بقلوبنا قبل أعيننا. إنه يعطينا فرصة لنعيد تقييم علاقاتنا، لنختار من نصادق، لنقترب ممن يستحقون، ولنبتعد عمن لا يريدون لنا الخير. وإذا ما تأملنا أكثر، نجد أن هذه الهدية الإلهية لا تقتصر على كشف الآخرين فحسب، بل تمتد إلى كشف أنفسنا أيضًا. فكم من مرة أظهر لنا الابتلاء قوتنا الخفية، أو صبرنا الذي لم نكن نعلم أننا نمتلكه؟ كم من مرة جعلنا الابتلاء نكتشف في أنفسنا مواهب جديدة، أو قدرات لم نكن ندركها؟ إنها هديةٌ مزدوجة، تكشف الخارج والداخل، وتجعلنا نخرج منها أكثر نضجًا وأعمق فهمًا. إذا ما مررت بابتلاء، فلا تحزن ولا تيأس، بل ارفع رأسك وقل: "هذه هدية من ربي، سأفتحها بعين القلب، وسأتعلم منها، وسأخرج منها أقوى." فكل ابتلاء هو دعوة من الله لنقترب منه، لنثق بحكمته، ولنؤمن أن ما يختاره لنا هو خيرٌ لنا، حتى وإن لم نرَ ذلك في اللحظة. فلنحمد الله على هداياه، سواء جاءت على هيئة فرح أو ابتلاء، فكلاهما نورٌ يضيء دربنا إلى الحق والصواب.
❤️ 2

Comments