ناقشني أحد الإخوة لماذا تلزم الناس برأي الشيوخ؟ ناقش كل إنسان يأتي بحجة بعلم! لو كان كل أحد جاء برأي ليس عليه أحد من أهل العلم تناقشه وتفتح له المجال لطرح ما عنده فهذا يعني: أنك يوما ما ستترك ما أنت عليه. كيف؟ لأنك لا تحيط علما بكل الشبهات والجواب عليها، فهب أنه جاءك شخص بشبهة وحجة لا تعرف جوابها فما صنيعك؟ ستتبعه؟! وإنما الجواب النهائي القاضي: أن تقول له: إنما نتبع ما عليه العلماء، الذين جعلهم الله منارات للهدى، ومن جاءنا بما يخالفهم أغلقنا عليه الباب ولم نفسح له المجال لطرح شبهاته إلا عند من هو محيط بها عالم بجوابها، أما آحاد الطلبة فيكفيه أن يرد على من جاء بمخالفة لأهل العلم قاطبة بأنه خالف الأكابر. ولا يلزمه أن يناقشه لأنه قد يهلكه بنقاشه! وهل نحن ليس عندنا شيء في الحياة حتى نتفرغ لمناقشة كل صاحب فكرة جديدة؟ السلفية اتباع وليست ابتداعا، وعليك بالأثر، وقد كفانا الأولون. ومن بلغ مبلغ العلماء أو حتى الشيوخ الكبار الراسخين قبلنا منه أن يتفرد برأي بشرط أن لا يخالف النصوص وكلام من سبقه، أما شخص لا نعرف عنه شيئا ولا جهدا ولا تراثا ولا حتى درسا واحدا في أي علم من علوم الشريعة فهذا كيف نقبل منه أن يتفرد بشيء عن أهل العلم؟! سبحان الله العظيم، أليس الراوي إذا جاء بما يخالف الثقات أو تفرد بزيادة دون الثقات ردت زيادته وقيل نحكم بالصواب للجماعة الثقات لأنه لا يفوتهم شيء ويدركه هذا الصدوق الذي هو دونهم في الحفظ، فكذلك طالب العلم الذي يخالف العلماء ويتفرد دونهم بشيء لا نقبل منه حتى يوافقه عليه أحد من الكبار الراسخين، أو يثبت لنا أنه وصل إلى مرحلة الرسوخ في العلم والمشيخة التي تؤهله للتفرد برأي كما يؤهل الثقة الثبت حفظه أن يتفرد دون الثقات برواية عن أحد الشيوخ المكثرين.