الشيخ صالح بن محمد السويح
الشيخ صالح بن محمد السويح
June 3, 2025 at 02:54 PM
🗞 كلمة مختصر حول جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج 🖋كتبه: صالح بن محمد السويح وفقه الله ٧-١٢-١٤٤٦ ﷽ الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإن من نعمة الله على عباده ما أكرمهم به من نعمة الإسلام، فأكمله وأتم عليهم نعمته، ورضي لهم الإسلام دينا، كما قال تعالى: { ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ } [ المَائـِدَةِ: ٣]. ومن نعمته العظيمة الجلية على المسلمين عامة ما وفق الله هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية من خدمة الإسلام والمسلمين، منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، ثم قيامها بطورها الثالث على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل رحمه الله، فهي لم تزل ولا تزال خادمة -بحكامها وشعبها- للإسلام والمسلمين وحامية للعقيدة الإسلامية ومدافعة عن قضايا المسلمين. قال الملك عبدالعزيز رحمه الله: " إن اعتصامي بالله وسَيْرِي على الطريقة المحمدية واقتدائي بعلماء المسلمين يدعوني ـ إن شاء الله ـ لعدم الجموح بالنفس، وقد عاهدت الله على ثلاث: الدعوة لكلمة التوحيد وتحكيم الشريعة في الدقيق والجليل، والأخذ على يد السفيه وتحكيم السيف فيه، والإحسان للمحسن، والعفو عن المسيء"ا.ه [ الدعوة في عهد الملك عبد العزيز، د. محمد الشثري (1/203)]. وقال رحمه الله: " إن كتاب الله ديننا ومرجعنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دليلنا، وفيها كل ما نحتاجه من خير ورشاد، ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته واتباعه وتحكيمه في كل أمر من الأمور"ا.ه [ الدعوة في عهد الملك عبد العزيز، د. محمد الشثري  (1/197)]. وهكذا أبناءه من بعده حكام هذه البلاد إلى يومنا هذا، وليس ذلك من قبيل الشعارات الخالية عن حقيقتها، فالفعل برهان القول. وكل صاحب عقيدة صحيحة وفطرة سليمة -خاصة من يعلم ما كان عليه حال هذه البلاد قبل توحيدها وما كان بعده من نهضة دينية واجتماعية وما كان من صلاح شأن أهلها-: يدرك عظيم النعمة التي أنعم الله بها على أهل هذه البلاد خاصة وعلى المسلمين عامة بقيام هذه الدولة المباركة. ولا يزال الحكم في هذا البلاد على ذلك بحمد الله، حكمًا بالشريعة الإسلامية في قضائها وأنظمتها. كما نص النظام الأساسي للحكم في "المادة الأولى" على أن دستور المملكة العربية السعودية هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، و نص في "المادة السابعة" على أنه يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأنهما الحاكمان على جميع أنظمة الدولة، كما نص في "المادة التاسعة" على أن تربية الأسرة تقوم على العقيدة الإسلامية وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر، ونصت "المادة الحادية عشرة" على أن المجتمع يقوم على أساس الاعتصام بحبل الله والتعاون على البر والتقوى، ونصت "المادة الثالثة والعشرون" على أن تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبيق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله، ونصت "المادة الرابعة والثلاثين" على أن الدفاع عن العقيدة الإسلامية واجب على كل مواطن. وغير ذلك مما في هذه البلاد الطيبة من الأنظمة التي تنص على أن هذه الدولة إنما قامت وتقوم بالشريعة الإسلامية وحمايتها والدفاع عنها وتعزيز أهلها وإكرامهم، وكل هذا بفضل الله. ■ ومن ذلك: ما تقوم به هذه الدولة وفقها الله من رعايةٍ وخدمةٍ للحرمين الشريفين؛ وخدمة للحجاج والمعتمرين وتسهيل سبله وتذليل الصعوبات وبذل كل ما من شأنه التيسير على الحجاج والمعتمرين في أداء نسكهم وكفاياتهم في كثير من مطاعمهم ومشاربهم، وبذل الجهود العظيمة في تبصيرهم في دينهم وصحة عبادتهم وتوعيتهم في عقيدتهم، مما كان له عظيم الأثره على الإسلام المسلمين، وبرهان ذلك أشهر من أن يذكر. ولقد عُلِم بالاشتهار ما كان عليه الحال قبل قيام هذه الدولة مما كان يعترض القادم لأداء الحج والعمرة من المصاعب والمخاطر، مما هو مدون مسطور في مذكرات القادمين لهذه البلاد من العلماء والأدباء والكتَّاب، والتي سطروا فيما كتبوه مشاهد رحلاتهم لحظة بلحظة وتواتر الخبر ممن يستحيل تواطؤهم على الكذب في ذكر ما كان الأمر عليه قبل قيام هذه الدولة من شدة وصعوبة تعترض الحاج والمعتمر، وما كان بعد قيامها إلى يومنا هذا من صلاح الأحوال الدينية والاجتماعية، وما كان من أثر ذلك من اجتماع كلمة المسلمين في حال أداء مناسكهم فلا رايات ولا شعارات ولا حزبيات ولا عصبيات، وإنما هو الدين الواحد لله والكلمة الواحدة لله، تعظيما لشعائر الله وإظهارا لوحدانية الله، مما يشكل أبلغ رسالة دعوية بما يجب أن يكون عليه حال المسلمين في جميع أحوالهم وفي مختلف بلادنهم وأعراقهم بأن يكونوا على عقيدة واحدة ومسلك واحد، وهو توحيد الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكونوا مجتمعين مؤتلفين على ذلك غير مختلفين ولا متنافرين. فهذا الأمر العظيم بدا جليا ظاهرا في مناسك الحج بفضل الله تعالى منذ قيام هذه الدولة -وفقها الله-إلى يومنا هذا. وهذه الشهادات المسطورة فيما كتبه المدونون لرحلاتهم إلى الحج، ومثلها الشهادات المنقولة على لسان العدول التيوينقلها خلفٌ عن سلفٍ هي أعظم شهادة وبرهان على فضل الله تعالى على عباده المسلمين في قيام هذه الدولة السعودية المباركة، ثم فضلها -حكومة وشعبا- على المسلمين عموما، وإلى عهدنا الحالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله ووفقهما الله لما فيه عز الإسلام والمسلمين، وأعانهما على كل خير. فنحمد الله تعالى على هذه النعمة. فالواجب على كل مسلم عموما وأهل هذه البلاد خصوصا: الدعاء لولاة أمرنا بالتوفيق والتسديد، والدعاء بحفظ هذه البلاد، والدفاع عنها، وأن يحذر كل مسلم من الاستماع للشائعات المغرضة -خاصة في تلك التي تنتشر في موسم الحج وفي كل وقت-. فإن هذه الإشاعات تحمل المسلم غير المستبصر على الغل والكراهية للمسلمين وتفرق جماعتهم وتلقي بينهم العداوة والبغضاء. فكونوا عباد الله إخوانا متحابين في الله متعاونين على البر والتقوى متناصحين متباذلين لله، للخاص والعام، بما يحصل بذلك من الخير ويقلل من الشر وتحفظ جماعة المسلمين وتنخنس به أباليس الفرقة والخلاف الذي يفضي انتشاره إلى الضعف والضعة وتسلط الكفار وانحسار الدين. حفظ الله هذه البلاد المملكة العربية السعودية وجميع بلاد المسلمين وجمع كلمتنا على الحق وأصلح ذات بيننا ووفق وولاة أمرنا لكل خير وصلة الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ═══ ¤❁✿❁¤ ═══ 🔹 لمتابعة قنوات النشر  👇 https://taplink.cc/salehlswayeh

Comments