
الشيخ الداعية جيل صادق
June 11, 2025 at 12:16 PM
☆ الدرس رقم (-8-) ☆
●••||《*الأدلةُ الشرعيةُ من الكتابِ والسُّنَّةِ والإجماعِ على جَوازِ شدِّ الرِّحَالِ بقَصدِ زِيَارةِ قَبرِ رسُولِ الله ﷺ*》||••●
✿✿❁࿐࿐❁✿✿
ثم إنَّ هذا العمل الذي هو السفر بقصدِ زيارةِ قبرِ النبيِّ ﷺ كيف يكونُ مُحَرَّمًا؟ كيفَ يكونُ ضلالةً وشركًا؟ وهو ليس عبادةً للرسولِ، فنحنُ لا نعبُدُ الرسول.
وهل الذي يسافرُ بقصدِ أنْ يرى الكعبة يكونُ عبَدَ الكعبة؟ لا. والذي يسافرُ بقصدِ الطواف حولَ الكعبة هل يكونُ قصدَ أنْ يعبُدَ الكعبة أو سفرُهُ يكونُ عبادةً للكعبة؟ لا، كذلك الذي يسافرُ بقصدِ زيارةِ قبرِ النبيِّ لا يكونُ عابدًا للنبيِّ ولا يكونُ عابدًا لقبرِ النبيِّ ﷺ. وقدْ بيّنا وقدَّمْنا أنَّ عقيدةَ المسلم أنّ الرسولَ ينفعُ بمشيئةِ الله بخلقِ اللهِ ليس اسْتِقلالًا عن مشيئةِ اللهِ عزّ وجلّ.
وإلى هنا تكلَّمْنا عن جوازِ السفر وشدِّ الرِّحال وأنَّ هذا جائزٌ بالإجماع ومَنْ نقلَ الإجماع وفي أيِّ كتاب ونقلْنا الإجماعَ على أنهُ سنّة مسْتحَبة ومنْ نقلَ الإجماعَ على ذلك وفي أيِّ كتاب وأثْبَتْنا مِنْ أحاديثِ رسولِ اللهِ ﷺ أنَّ الرسولَ حيٌّ في قبرِهِ يسمعُ سلامَ المُسلِّمينَ عليه وأنهُ ينفَعُ بعدَ موتِه
وأثْبَتْنا منْ هذه الآية الكريمة {*ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسَهم جاءوك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توابًا رحيمًا*} [سورة النساء]،
أنّ الزائرَ الذي يأتي إلى رسولِ اللهِ ﷺ إنّما انْطَبَقَ عليه المَجِيء الوارد في الآية.
قال بعضُ العلماء ومنهم الفقيهُ الحافظُ الإمامُ السبكيُّ منْ هذه الآية فَهِمَ بعضَ الصحابة أنّ الذي يأتي زائرًا إلى رسولِ اللهِ ﷺ إلى قبرِهِ بعدَ وفاتِهِ انطَبَقَ عليه هذا المَجِيء الوارد في الآية وهو حيٌّ في قبرِه ويستغفر لأمّتِهِ وهو في قبرِهِ بعدَ موتِه.
الآيةُ شجّعَتْ وحثّتْ وحضّتْ على زيارةِ قبرِ النبيِّ ﷺ وقد أورَدَها علماءُ المذاهبِ الأربعة في فصلِ زيارةِ قبر النبيّ ﷺ.