☆ الدرس رقم (-11-) ☆ ●••||《*الأدلةُ الشرعيةُ من الكتابِ والسُّنَّةِ والإجماعِ على جَوازِ شدِّ الرِّحَالِ بقَصدِ زِيَارةِ قَبرِ رسُولِ الله* ﷺ》||••● ​✿✿​❁࿐࿐❁✿​✿​ ثم مَن الذي قال أن سيدنا عيسى يُنْشِئُ سفرًا منْ مكةَ إلى المدينة ومَن الذي أخبرَ عن ذلك؟ هو النبيّ محمد ﷺ وهو أصدقُ العالمين وهو الذي قال اللهُ فيه: {*وما ينطقُ عن الهوى*} إذًا عيسى سيفعل، فهل الرسولُ أخبرَ عنْ باطل؟ عنْ منُكر؟ عنْ ضلالة؟ عن محرَّم؟ وهل عيسى يتلبَّس بضلالة وبما هو خلافُ العقيدة؟ حاشا لأنهمْ يعتبرونَ أنَّ إنشاءَ السفرِ بقصدِ زيارةِ القبر يَقْدَح بالتوحيدِ بزعمِهم. فبماذا يحْكمونَ على محمد حيثُ قال ذلك ﷺ والحديثُ صحيح؟ وبماذا يحكُمونَ على عيسى عليه الصلاة والسلام؟ إذًا هذا الحديثُ حديثٌ صحيحٌ أثْبَتْنا منه جواز إنشاء السفر الطويل البعيد بقصدِ زيارةِ القبرِ النبويّ المحمّديّ الشريف صلى الله على رسولِ اللهِ محمد وسلَّم، بفعلِ الأنبياء والمرسلين، بفعلِ عيسى عليه الصلاة والسلام، هذا حديثٌ صحيح، هذا منْ أحاديثِ الزيارة، هذا يشَجِّع الناسَ على الزيارةِ أمْ لا؟ بلى. إذا كان الأنبياءُ يقصِدونَ قبرَ النبيِّ للزيارة مَنْ نحنُ العامّة أمامَ الأنبياءِ الكرام؟ مَنْ نحنُ العامة الذين نحتاج للبركة وللثواب وللأجر وأنْ يستغفرَ لنا الرسول ﷺ؟ نحنُ أحوَج لذلك، فإذا كانَ الأنبياء يفعلونَ ذلك كيفَ نحنُ العامة لا نفعلُهُ؟ إذًا الرسولُ والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يفعلونَ ما هو حسَن طيب مبارك جائز مع إنشاءِ السفر وشدّ الرحال بقصدِ زيارةِ القبرِ الشريف. فإذا قالَ لكم هؤلاء المشبهة المجسمة الذين يحرِّمونَ إنشاءَ السفرِ وشدّ الرِّحالِ بقصدِ زيارةِ القبرِ الشريف لا إنما عيسى يفعلُ ذلك في موسمِ حجٍّ أو عمرة، قولوا لهم (كما يقول العامة) هل معكم عمى أشكال؟ لا تعرفونَ مكة مِنَ المدينة؟ ما دخَل المدينة بعمل الحج والعمرة؟ ماذا يوجَد منَ الأركانَ يتعلق بالحج والعمرة في المدينة؟ الأركان هناك في مكة. إذًا قصدُ المسيحِ ليس العمرة في المدينة، قصدُ المسيح ليس الحج في المدينة، إنما القبر الشريف، إنما قبرُ محمد ﷺ. صلى الله على محمد وعلى المسيح وعلى موسى وعلى إبراهيم وعلى كلِّ الأنبياء، عليهم صلاةُ الله وسلامُهُ. يتبع…‏