كيف يُساعِدُ القرآنُ في مذاكرةِ الطب؟ يا طالبَ الطبِّ… أما آنَ لقلبِك أن يُدركَ أنَّ القرآنَ ليس كتابَ عبادةٍ فقط، بل كتابُ هدايةٍ للعقل، وتثبيتٍ للقلب، واستنهاضٍ للهمة؟ أما آنَ أن تُنزِّلَ القرآنَ في دراستِك منزلتَهُ في حياتِك، فتجعلَه لكَ سندًا في السهرِ، ورفيقًا في الطريقِ، وبصيرةً في ظلمةِ الحيرة؟ أولًا: القرآنُ يُقوِّي الذاكرةَ ويزيدُ الإدراك قال اللهُ تعالى: “واذكر ربك إذا نسيت” [الكهف: 24] فالذِّكرُ، وعلى رأسه القرآن، يُنقِّي الذهنَ من التشتُّت، ويُصفِّي القلبَ من الضيق، ويُفتحُ به بابُ الفهمِ والتذكُّر. وقد أثبتت دراساتٌ عِلمية حديثة (في علوم الأعصاب والتصوير الدماغي) أن تلاوة القرآن بصوتٍ مسموع تُنشّط الفصَّ الجبهيّ للدماغ، المسؤول عن التركيز، واتخاذ القرار، والذاكرة العاملة. ثانيًا: القرآنُ يُثبِّتُ القلبَ وقتَ القلقِ والرهبة في طريقِ الطبِّ، تمرُّ بمراحلَ من الضغطِ والإرهاقِ والخوفِ من الفشل… فماذا يُثبِّتك؟ قال تعالى: “كذلك لنثبت به فؤادك” [الفرقان: 32] القرآنُ علاجٌ للاضطرابِ النفسي، يُعيدُ للطالبِ توازنه، ويُطمئنُه أن الأمرَ بيد الله، وأن السعيَ لا يضيع. ثالثًا: القرآنُ يُعلِّمُك كيفَ تكونُ طبيبًا لله، لا لِلدنيا القرآنُ يصوغُ عقليَّةَ الطبيبِ الرباني، الذي يرى المريضَ مخلوقًا كرَّمه الله، لا مجرَّد حالةٍ سريرية. يُعلِّمُكَ الرحمةَ: “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين” ويُعلِّمُكَ التواضعَ: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” رابعًا: تلاوةُ القرآن تُعالجُ الإرهاقَ الذهني دراسةٌ منشورة في مجلة Frontiers in Psychology أثبتت أن سماع القرآن يُقلِّل من مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، ويُحسِّن جودة النوم، ويزيد طاقة الطالب. خامسًا: القرآنُ يضبطُ نيتَك كلما انحرفت في زحامِ المجدِ والشهاداتِ، قد تزيغُ النفسُ نحو الرياء أو الغرور أو طلب الدنيا… لكنك إن كنت تُراجِع القرآن، ستسمع دائمًا: “قل إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إليّ” و: “إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا” فتتذكّر أنك عبدٌ، وأن الطبَّ عبادةٌ، وأنك مسؤولٌ لا نجمٌ! ⸻ الخلاصة: اجعل بين كلِّ ساعةِ طبٍّ، ساعةَ قرآن. اجعل دماغَك ينهل من الطب، لكن قلبَك ينهل من النور. فمن جمع بين الوحيِ والعلمِ، قادَ وشفى، وهدى وداوى… ومن اكتفى بالعقلِ دون الروحِ، عاشَ نصفَ إنسان د.غمري ثروت #من_ثغر_طبيب