
فِقْهُ الطَّبِيب"ما لا يسَعُ المسلم الطبيب جهله"
May 26, 2025 at 02:38 PM
الفتنةُ الخفيّة… أن تُعجبك نفسُك لأنك “دكتور”
ما كلُّ فتنةٍ تُحاطُ ببهرجِ المعاصي أو سَطوةِ الشهوات،
بل ثمّةُ فتنةٍ أدقُّ مسلكًا، وأخفى مكرًا،
تنسلُّ إلى القلب من خيوطِ المجد الأكاديميّ،
وتستكنُّ في ثنايا الإعجابِ الخفيِّ بالنفس…
حين يُهمِسُ لك باطنُك: “أنت فوقهم شأوًا، وأسبقهم قدمًا، وأعلمهم طريقًا.”
وهذا – وإن زُيِّن – هو داءُ القلوب القاتل،
الذي يُحبطُ العملَ وإن عَظُم،
ويُردي الساعي وإن اجتهد.
قال رسول الله ﷺ:
«من طلب العلم ليُباهي به العلماء، أو يُماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار»
[الترمذي]
وهل ثمّةُ زَلَلٍ أعظم من أن تتخذَ العلم سلّمًا إلى الذِّكر الدنيويّ،
ووسيلةً إلى المديح والثناء؟!
العُجبُ طمسٌ للبصيرة،
واستكبارٌ مقنّع بثوب الجد والاجتهاد،
وتزيُّنٌ كاذب باسم “السعي”.
كم من ساهرٍ في طلبِ العِلم،
قلبُه مشغولٌ برضا الخلق لا برضا الحق،
وكم من مُتفانٍ في المذاكرة…
لم يُجاهد في نيّته قدرَ ما جاهد في كُتبه!
قال ابن القيم:
“ما أُصيب العبدُ بمثل العُجب، فإنه يحبطُ العمل، ويمنعُه كمالَ التوفيق.”
يا طالبَ الطب،
أخوفُ ما تُبلى به… أن ترى ذاتك في موضعٍ لم يُقِمْك الله فيه،
وأن تُلبِسَ العلمَ تاجَ الكبرياء،
وتجعلَ من نعمة الفهم، بابًا إلى الغرور.
أتعلمُ ما أدهى من الجهل؟
أن تكون عالمًا، ويُقال لك يوم القيامة:
“كذبت… تعلّمتَ ليُقال: عالم. وقد قيل.”
فلا تنخدع بكثرة الحفظ،
ولا تُغشَّ ببريق اللقب،
فكم من “دكتور” في الأرض…
هو في ميزان السماء: “مدفوعٌ عنه القَبول”.
فطهّر قلبك قبل حقيبتك،
وجدد نيتك كما تُجدد مذكّراتك،
فإن الله لا ينظر إلى سيرتك الذاتية…
بل إلى موضعِ الإخلاص الخالص في قلبك.
د.غمري ثروت
#من_ثغر_طبيب
❤️
👍
😢
❤
👏
💗
24